ديوان أبي الطيب المتنبي

وَالهَجْرُ أقْتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ .. أنَا الغَريقُ فَما خَوْفي منَ البَلَلِ

( المتنبي )

وَزَائِرَتي كَأنّ بهَا حَيَاءً .. فَلَيسَ تَزُورُ إلاّ في الظّلامِ
بَذَلْتُ لهَا المَطَارِفَ وَالحَشَايَا .. فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظامي

( المتنبي )

خَفِ الله وَاسْتُرْ ذا الجَمالَ ببُرْقعٍ .. فإنْ لُحتَ ذابتْ في الخدورِ العواتقُ
سَيُحيي بكَ السُّمّارُ ما لاحَ كوْكبٌ .. ويَحدو بكَ السُّفّارُ ما ذرّ شارِقُ

( المتنبي )

تَخَلّى منَ الدّنْيا ليُنْسَى فَما خلتْ .. مَغارِبُها مِنْ ذِكْرِهِ وَالمَشارِقُ

( المتنبي )

تَغَيّرَ حَالي واللّيالي بحالِها .. وشِبْتُ وما شابَ الزّمانُ الغُرانِقُ
سَلِ البِيدَ أينَ الجِنّ منّا بجَوْزِها .. وعن ذي المَهاري أينَ منها النَّقانِقُ

( المتنبي )

ولَيْلٍ دَجوجيٍّ كَأنّا جَلَتْ لَنا .. مُحَيّاكَ فيهِ فاهْتَدَيْنا السَّمالِقُ
فما زالَ لَوْلا نُورُ وَجهِكَ جِنحُهُ .. ولا جابهَا الرُّكْبانُ لوْلا الأيانِقُ

( المتنبي )

وَقَفْنا ومِمّا زادَ بَثّاً وُقُوفُنَا .. فَرِيقَيْ هَوًى منّا مَشُوقٌ وشائِقُ
وقد صارَتِ الأجفانُ قَرْحى منَ البُكا .. وصارَتْ بهاراً في الخدودِ الشّقائقُ
على ذا مضَى النّاسُ اجتماعٌ وفُرْقَةٌ .. ومَيْتٌ ومَوْلُودٌ وقالٍ ووامِقُ

( المتنبي )

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ .. فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ .. كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

( المتنبي )

أخا الحَرْبِ قد أتْعَبْتَها فَالْهَ ساعَةً .. ليُغْمَدَ نَصْلٌ أوْ يُحَلَّ حِزامُ
وَإنْ طالَ أعمَارُ الرّماحِ بهُدْنَةٍ .. فإنّ الذي يَعْمُرْنَ عِندَكَ عَامُ
وَمَا زِلْتَ تُفني السُّمْرَ وَهْيَ كَثيرَةٌ .. وَتُفْني بهِنّ الجَيْشَ وَهوَ لُهَامُ
متى عاوَدَ الجَالُونَ عاوَدْتَ أرْضَهُمْ .. وَفيهَا رِقَابٌ للسّيُوفِ وَهَامُ

( المتنبي )

على وَجْهِكَ المَيمونِ في كلّ غارَةٍ .. صَلاةٌ تَوَالى مِنْهُمُ وَسَلامُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ يَتْبَعُونَ إمَامَهُمْ .. وَأنتَ لأهْلِ المَكْرُماتِ إمَامُ

( المتنبي )

وَما تَنْفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنَا .. إذا لم يكُنْ فوْقَ الكِرامِ كِرامُ

( المتنبي )

فَتًى تَتْبَعُ الأزْمانُ في النّاسِ خَطوَهُ .. لكُلّ زَمانٍ في يَدَيْهِ زِمَامُ
تَنَامُ لَدَيْكَ الرّسْلُ أمْناً وغِبطةً .. وَأجفانُ رَبّ الرّسْلِ ليسَ تَنَامُ

( المتنبي )

كنْ حيثُ شئتَ تَسِرْ إليكَ رِكابُنا .. فالأرْضُ واحِدَةٌ وأنتَ الأوْحَدُ
وَصُنِ الحُسامَ ولا تُذِلْهُ فإنّهُ .. يَشكُو يَمينَكَ والجَماجمُ تَشهَدُ

( المتنبي )

إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى .. فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى .. أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا

( المتنبي )

سرَى النّوْمُ عني في سُرايَ إلى الذي .. صَنائِعُهُ تَسرِي إلى كلّ نائِمِ
إلى مُطلِقِ الأسرَى ومُختَرِمِ العِدى .. ومُشكي ذوي الشّكوَى ورَغمِ المُراغمِ
كريمٌ لَفَظتُ النّاسَ لمّا بَلَغْتُهُ .. كأنّهُمُ ما جَفّ مِنْ زادِ قادِمِ
وكادَ سروري لا يَفي بنَدامَتي .. على تَرْكِهِ في عُمْرِيَ المُتَقَادِمِ

( المتنبي )

ومَنْ عَرَفَ الأيّامَ مَعرِفتي بها .. وبالنّاسِ رَوّى رُمحَهُ غيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بمَرْحُومٍ إذا ظَفِروا بهِ .. ولا في الرّدى الجاري عَلَيهم بآثِمِ
إذا صُلْتُ لم أترُكْ مَصالاً لفاتِكٍ .. وإنْ قُلتُ لم أترُكْ مَقالاً لعالِمِ

( المتنبي )

فما لي وللدّنْيا! طِلابي نُجومُها .. ومَسعايَ منها في شُدوقِ الأراقِمِ
من الحِلمِ أنْ تَستَعمِلَ الجهلَ دونَه .. إذا اتّسعتْ في الحِلمِ طُرْقُ المظالِمِ
وأنْ تَرِدَ الماءَ الذي شَطْرُهُ دَمٌ .. فتُسقَى إذا لم يُسْقَ مَن لم يُزاحِمِ

( المتنبي )

وقَفْنا كأنّا كُلُّ وَجْدِ قُلُوبِنَا .. تَمَكّنَ مِن أذْوادنا في القَوائِمِ
ودُسْنا بأخْفافِ المَطي تُرابَهَا .. فَما زِلْتُ أستَشفي بلَثْمِ المَناسِمِ
دِيارُ اللّواتي دارُهُنّ عَزيزَةٌ .. بِطُولَى القَنا يُحفَظنَ لا بالتّمائِمِ
حِسانُ التّثَنَّي يَنقُشُ الوَشْيُ مثلَهُ .. إذا مِسْنَ في أجسامِهِنّ النّواعِمِ
ويَبسِمْنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدْنَ مثلَهُ .. كأنّ التّراقي وُشّحَتْ بالمَباسِمِ

( المتنبي )

أنا لائمي إنْ كنتُ وقتَ اللّوائِمِ .. عَلِمتُ بما بي بَينَ تلكَ المَعالِمِ
ولَكِنّني مِمّا شُدِهْتُ مُتَيَّمٌ .. كَسالٍ وقَلبي بائحٌ مثلُ كاتِمِ

( المتنبي )

فدَيناكَ أهدى النّاسِ سَهماً إلى قَلبي وَأقتَلَهُم للدّارِعِينَ بِلا حَربِ
تَفَرّدَ في الأحكامِ في أهْلِهِ الهَوَى فأنتَ جميلُ الخُلْفِ مستحسَنُ الكِذْبِ
وَإنّي لمَمنُوعُ المَقاتِلِ في الوَغَى وَإن كُنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحبّ
وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفُونِهِ أصابَ الحدورَ السهلَ في المرتقى الصّعبِ

( المتنبي )

يا أيّها المُحسِنُ المَشكورُ من جهتي .. وَالشكرُ من قِبَلِ الإحسانِ لا قِبَلي
ما كانَ نَوْميَ إلاّ فَوْقَ مَعْرِفَتي .. بأنّ رَأيَكَ لا يُؤتَى مِنَ الزَّلَلِ

( المتنبي )

يُحَرِّمُ أنْ يَمَسّ الطّيبَ بَعدي .. وَقد عَبِقَ العَبِيرُ بِهِ وَصَاكَا
وَيَمْنَعُ ثَغْرَهُ مِنْ كلّ صَبٍّ .. وَيَمْنَحُهُ البَشَامَةَ وَالأرَاكَا
يُحَدّثُ مُقْلَتَيْهِ النّوْمُ عَنّي .. فَلَيتَ النّوْمَ حَدّثَ عن نَداكَا

( المتنبي )

وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً .. تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

( المتنبي )

إذا تَغَلْغَلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ .. من مَجْدِهِ غَرِقَتْ فيه خَواطِرُهُ
تَحْمَى السّيوفُ على أعدائِهِ مَعَهُ .. كأنّهُنّ بَنُوهُ أوْ عَشائِرُهُ
إذا انْتَضَاها لحرْبٍ لمْ تَدَعْ جَسَداً .. إلاّ وباطِنُهُ للعَينِ ظاهِرُهُ
فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ .. وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ

( المتنبي )

ديوان أبي الطيب المتنبي

ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

رد: ديوان أبي الطيب المتنبي

روابط مفيدة