مظاهرات من أجل المطالبة بمعرفة قتلة شكري بلعيد

مظاهرات من أجل المطالبة بمعرفة قتلة شكري بلعيد







نظمت مكونات الجبهة الشعبية (تحالف يضم عدة أحزاب يسارية وقومية) اليوم الإربعاء، وقفات احتجاحية بالعاصمة تونس وبعدد من المدن الأخرى للمطالبة بالكشف عن الجهات التي اغتالت الناشط السياسي شكري بلعيد.
وشهدت تلك التحركات الميدانية مشاركة العشرات من أنصار الجبهة الشعبية رفعوا خلالها شعارات منادية بالتعرف عن قتلة شكري بلعيد.






سيدي بوزيد- محمد الجلالي
في وقفة احتجاجيّة دامت حوالي النّصف ساعة، رابط عدد من القيادات الجهوية للجبهة الشّعبية، اليوم الاربعاء، أمام مقر ولاية سيدي بوزيد للمطالبة بالكشف عمّن يقف خلف جريمة اغتيال شكري بلعيد. حيث اصطفّ المتظاهرون أمام الباب الرّئيسي لمقرّ السّلطة التّنفيذيّة بالجهة، رافعين لافتات تنادي بإماطة اللّثام عن خفايا اغتيال بلعيد وأخرى تذكّر بانحياز “إبن الجبهة الشّعبية المغتال” للمفقرين و شهداء الثّورة وجراحاها.
كما وجّهت شعارات أخرى أصابع الاتّهام لسياسيّين بعينهم على غرار رئيس حركة النّهضة راشد الغنوشي من قبيل “يا غنّوشي شكون قتل بلعيد”، ورئيس الحكومة الجديدة علي العريض من قبيل ” يا لعريض يا سفاح، سنواصل الكفاح”.
بينما ركّزت بعض الشّعارات الأخرى على التّرويج للجبهة الشّعبيّة، حيث هتف المتظاهرون “الشّعب هو الكل، الجبهة هي الحل”، ورفع أحدهم لافتة دوّن عليها “معكم نبني الجبهة الشّعبية”. بالاضافة إلى الهتافات الّتي صنّفت الاسلاميّين والدّستوريّين في خانة الرجعيّة المقيتة.
وقد فسّر العضو بالحبهة الشّعبيّة فتحي الصّغروني هذا التّراوح خلال مسيرات الجبهة الشّعبيّة، بين المطالبة بالكشف فن ملابسات عمليّة الإغتيال والهتاف بشعارات من صميم الخط السّياسي للجبهة بـ”وعي كلّ الفاعلين في هذا الائئتلاف الحزبي بالنّوايا المبيّتة الّتي كانت ترمي لزعزعة اليسار التّونسي عند قتل بلعيد”، نافيا أن يكون المقصود هو استغلال الجبهة لدم فقيدها بلعيد بغاية الكسب السّياسي.






مدنين- تبرى الشيباني
نظّمت التّنسيقيّة المحلّية للجبهة الشّعبيّة بمدنين، اليوم الاربعاء، وقفة احتجاجيّة أمام قصر العدالة بالمدينة، للمطالبة بالإسراع في إماطة اللّثام عن المتورّطين في اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيّين الدّيمقراطيّين الموحّد شكري بلعيد يوم 6 فيفري المنقضي.
اختيار قصر العدالة عوض مركز الولاية كمكان للقيام بهذه الوقفة الاحتجاجيّة، فسّره عضو التّنسيقيّة المحليّة للجبهة الشّعبيّة بمدنين رشيد حمّودة في تصريح لـ”جدل”، بـ”رمزيّة هذا المكان وعلاقته بالشّهيد من جهة، وبضعف تأثير مركز الولاية كمقر سيادة في المدينة من جهة أخرى”، مستبعدا أن يكون الهدف من تحديد هذا المكان بالذّات هو “الضّغط على سير القضاء”. في المقابل ردّد الحاضرون شعارات تنادي باستقلاليّة السّلك القضائي.
و لئن أكّد حمّودة مساندة المحامين بمدنين لوقفة الجبهة الشّعبيّة، فإنّها تبقى مساندة بالغياب، نظرا لعدم حضور أيّ منهم بالوقفة. وهو الأمر الّذي أثار استغراب حسني حمدي الّذي قال لـ”جدل”، “لم أٌفهم سبب تغيّبهم رغم تأكيد هيئة المحامين بالجهة مساندتها لهذا التّحرك”، في حين فسّر حمودة هذا التغيّب بـ”الالتزامات المهنيّة للمحامين”.
الكشف عن قتلة بلعيد واستقلاليّة القضاء لم تكن الشّعارات الوحيدة المرفوعة اليوم، حيث ردّد الحاضرون شعارات مناوئة للحكومة ولوزارة الدّاخليّة. كما رفعوا خلال الوقفة شعارا يدعوا إلى تأسيس التّنسيقيّة الجهويّة لمناهضة العنف بمدنين، “مثلما حصل في صفاقس مثلا، بالنّظر إلى ضرورة هذا الهيكل لمقاومة ظاهرة العنف السّياسي الّتي اجتاحت بلادنا مؤخّرا”، على حدّ تعبير رشيد حمودة.