معركة 23 جانفي 1952بمدينة طبلبة التونسية
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
معركة 23 جانفي 1952بمدينة طبلبة التونسية
معركة 23 جانفي 1952بمدينة طبلبة التونسية
المناضل #الحبيب_بالغالي
«كنّا 150 شابا تقريبا تحت قيادة المرحوم محمد تقية، علّمنا أنشطة مختلفة عسكرية وغيرها وكان يهيئنا بالتنسيق مع الشعبة إلى المواعيد الهامة من النضال والتضحية في سبيل الوطن لقد اضطلعنا بدورنا ضمن هيئة الشبيبة الدستورية التي يرأسها المناضل عبد السلام شبيل ويتولى الأخ الهادي نويرة كتابتها العامة وأنا أتولى أمانة المال فيها ولم تكن معركة 23 جانفي 1952 بطلبة من فراغ في الحقيقة كانت لها أرضية عمّقت الحس الوطني قبل حدوث المعركة بفترة طويلة وكان المناخ السياسي العام يوحي بتفاقم الأمور نحو التصعيد خاصة منذ إعلان مذكرة 15 ديسمبر الداعية إلى الاستعداد المادي لكل الطوارئ سيما بعد الجولة التي قام بها الزعيم بورقيبة للتعريف بالقضية وكسب التأييد لها لدى الأشقاء والأصدقاء بالشرق الأوسط والهند والباكستان وأندونسيا وأمريكا وغيرها.. يوم 2 جانفي 1952 بلغتنا تعليمات رسمية من الحزب تدعونا إلى الاستعداد الفعلي المسلح لخوض أي عملية تتراءى ضرورية فكّرت الشعبة والشبيبة الدستورية في تجنيد كوادرهما والمتعاطفين من الوطنيين... وشرعتا في تحضير الذخيرة فتم الشروع في صنع «العصبان» وهي قنابل يدوية بورشة محمد المرعوي، واستعد الجميع كامل الاستعداد كل حسب إمكانياته، بعضهم تطوع بالجهد و البعض بالحراسة والبعض بالسلاح (بندقية أو مسدس) والبعض بفتح ديارهم لاجتماعات سرية وإخفاء المناضلين والتستر على الفدائيين وإطعام المقاومين وأهاليهم...
المناضل #علي_بلغيث
في ذلك اليوم،من الثالث والعشرين من جانفي 1952استعدت جماعة من المقاومين ومن ورائهم البلدة كلها على طول نحو كيلومتر بمدخل البلدة مزودين بأسلحة بسيطة من مسدسات وبنادق ورشاشات وقنابل صنعوها بأيديهم صعد البعض فوق السطوح وكمن آخرون بالمكامن خلف الطوابي وفوق المستودعات وظلوا يرقبون قدوم القوات الاستعمارية التي كانت توعدت البلدة لاحتضانها الزعيم بورقيبة واستعدادها للتضحية بالنفس والنفيس في سبيله، سبيل الوطن والحرية على الساعة الثالثة من مساء ذلك اليوم والإضراب قد شمل البلدة كلها وأغلقت فيه جميع المحلات الخاصة والعامة حتى المدارس التي كانت أضربت من قبل، جاءت طائرات العدو فحلقت طويلا بسماء البلدة باعثة صفيرا مزعجا، ثم أطلت ست عشرة عربة مقلة جنودا من اللفيف الأجنبي ودخلت البلدة أربعة، أربعة تمشي رويدا وما كاد الفوج الأول يصل وسط البلدة حتى بدأ طلق النار فانهال الرصاص على البلدة، فردّ الثوار على النار بالمثل وألقوا بقنابل ذات فتائل مشتعلة فانفجرت محدثة دويا هائلا زلزل الأرض زلزالا عنيفا تخال البلدة دمرت تدميرا وتوالى القصف وتكرر رمي القنابل وحمي الوطيس: الرصاص ينصبّ من كل جانب والقذائف تهبط كالصواعق واكفهر الجو وانتشر الدخان واشتعلت النيران هنا وهناك وظل الرصاص يصبّ كالمطر، وأصبح الثوار وقد زاد عددهم... لا يفكرون في الاتقاء أو الاحتماء يرمون بلا مبالاة في ثبات ومهارة وهناك أفراد من الشبيبة في سرعة يمدون الذخيرة المكدسة داخل بعض المستودعات الموصدة يخرجها لهم مسؤولون عنها من نوافذ وفوهات خلفية لاصقة بالسقوف وتواصل القتال فاستشهد بعض الرجال والنساء وعلا التكبير والتهليل والزغردة واختلط أزيز الرصاص بدوي القنابل وصياح البعض... «نموت، نموت ويحيا الوطن، فازداد الثوار حماسا واندفع إلى الميدان أربعة شبان فرموا قذائفهم، أصاب الأول ثلاثة جنود سقطوا مكانهم وأصاب الثاني عربة فاحترقت وقتل الثالث قبل أن يتمكن من الرمي وأصاب الرابع اللاسلكي فصار دخانا فانقطع اتصال المهاجمين بمن كان يرشدهم ففتر الرمي وهدأ القتال بعد أن دام نحو الساعتين فجمع العدو خسائره.. وقفل راجعا ولاذ الثوار بالفرار... وجاء ناس آخرون فحملوا أولئك الشهداء.. وقد خيم الحزن على الجميع سرى نبأ هذه المعركة إلى كثير من العواصم ورددته الإذاعات وقالت إحداها «دارت معركة عنيفة بين القوات الاستعمارية وثوار طبلبة فرد الثوار الجنود على أعقابهم وباتت طبلبة بأيدي الثوار..».
المناضل #سالم_بالحاج_عمر
«الواقعة في مخيلتي كأنها وقعت البارحة.. كان منزلنا ب«صوالة» مقرا دائما للاجتماعات السياسية التي يترأسها أفراد الشعبة ومن بينهم الطاهر معرف وشقيقي عبد السلام بالحاج عمر.. في تلك الفترة كانت تصلنا الأخبار عن مماطلات فرنسا وصعوبة المفاوضات مع حكومتها وكانت تأتينا إشارات بالاستعداد إلى المقاومة بأية طريقة نراها مناسبة فشرعنا في جمع البنادق والذخيرة الحية بطريقة سرية تحت إشراف الشعبة وبدأت الأحوال تسوء شيئا فشيئا خاصة بعد عمليات المداهمة المستمرة التي كانت تصدر عن الجندرمة الذين كانوا كثيرا ما يقتحمون الأماكن العمومية والخاصة ويضطهدون ويعتدون على الأهالي بالضرب والإهانة والسخرية بينما تتوخى الشعبة سياسة ضبط النفس والإعداد الرصين لرد الفعل في الوقت المناسب... ثم جاءتنا الإشارة بأن يلتحق كل فرد بمكانه ويرابط فيه... أما المعركة فقد دامت أكثر من ساعتين «لتبقى المدينة بين أيدي أهاليها» مثلما صرّحت به إذاعة «لندرة» يوم 28 جانفي 1952 وبعد دفن الشهداء اقتحم العسكر المنازل والدكاكين لاعتقال المناضلين ومن بينها منزلنا فخرجت إليهم حتى لا يتم التنكيل بالعائلة فاقتادوني إلى ثكنة سوسة حيث مارسوا ضدي كل أنواع التعذيب وكان معي الحبيب بالغالي وصالح علالة بعدها التحق بنا في نفس الزنزانة عبد الحميد بالغالي وعلي ومحمد بلغيث ومحمد بالفقيه وغيرهم وكانت التهم الموجهة إلينا تزويد المقاومين بالذخيرة».
ويقول المناضل #ابراهيم_بنريانة في شهادته القيّمة عن الأحداث يوم 23 جانفي 1952 كنت أنا وجماعة من المناضلين منشغلين بالاستماع إلى جهاز الراديو، فبلغ إلى سمعنا مكالمة هاتفية التقطها الجهاز دارت بين مركز الجندرمة بالمكنين والسلطة العسكرية بمدينة سوسة مفادها أن أعوان الجندرمة يطلبون تعزيزات عسكرية لتفريق المظاهرة التي كانت تجوب شوارع مدينة المكنين فرفعت الخبر بمعية المناضلين فرج تقيّة ومحمد عيارة إلى المسؤولين في الشعبة والشبيبة الدستورية فبادروا بالاتصال بكل الفدائيين في كمائنهم للاستعداد للمعركة التي قد تندلع... تعبيرا عن غضب طبلبة لاعتقال الزعيم بورقيبة. كانت المفرقعات من الصنع المحلي قد حضرت، وزّعت على عدد من الشبان أخذوا أماكنهم فوق سطوح المنازل و«القراجات» (المستودعات) ثم علمنا أن فرقة عسكرية غادرت مدينة المكنين في اتجاه طبلبة، ولمّا وصلت إلى مدخل البلدة أي أمام «سانية أولاد بن حسن» التي بنيت بجزء من أرضها مقهى الشاذلي بن حسن الملقب ب«مرزوق» بدأ المتمركزون وراء «زروب الهندي» ب«السانية» المذكورة في قذف الجيش بالقنابل اليدوية وأمام محطة الأرتال سابقا حمي وطيس المعركة، وكلما تقدم الجيش نحو وسط البلدة عن طريق مسرب «بير الصيد»، وقد كان الأهالي نساء ورجالا وأطفالا يملؤون الأنهج والأزقة وهم يشاهدون عجز العسكر عن الدخول بسهولة إلى وسط البلدة وحوالي الساعة الثالثة مساء حاولت أربع شاحنات من ناقلات الجنود ودبابة التوغل نحو وسط المدينة فأمطرت من فوق السطوح بوابل من القذائف ذات الصنع المحلي وخاصة عند منعرج «السفرة» في طريق المهدية، حيث ألقيت تحت شاحنة قذيفة اهتزت لها بمن فيها من جنود سقطوا منها، فر منهم اثنان وتركا بندقيتيهما بالطريق ليحتميا بالدبابة التي أسرعت سيرها في اتجاه المهدية واستولى المسمى فرج بالكحلة على إحدى البندقيتين، لكنه لم يستعملها وبقي بسبببها مختفيا وقتا طويلا إلى أن نالت تونس استقلالها الداخلي ولما سمع بقية عناصر الفرقة العسكرية وكانوا لا يزالون أمام منزل علي بن سعيد سارعوا لنجدة الأربع شاحنات والدبابة باختصار المسافة مرورا بنهج السكة الحديدية (شارع محبوبة بن سوسية حاليا) سيرا على الأرجل وهم في حالة استنفار قصوى ومستعدون لإطلاق النار على كل من يصادفونه في طريقهم لهذا لما شاهدوا المواطنين يجرون في اتجاه مختلف صوبوا أسلحتهم نحوهم وأطلقوا النار بغزارة، ومن حسن الحظ أن اختبأ الناس ولم يصب أحد منهم بسوء... ولمّا انعرجت مع من انعرج إلى الطريق الرابطة بين طريق السكة وطريق المهدية رأيت جنديا مقبلا نحوي، فاختفيت أمام منزل محبوبة بن سوسية ولما أبصرني أطلق النار عليّ، فلم يصبني بل أصاب صاحبة المحل التي أطلت برأسها من «خوخة» باب دارها وهي تزعرد فأصابها في رأسها ولما كنت على تلك الحال ملتصقا بالحائط انتبهت إلى امرأة تجذبني من ثيابي وهي تمسك برأس المصابة وهي تقول «لقد أغمي على المرأة» ظنا منها أنها لا زالت حية فأدخلتها معها إلى داخل المنزل لكن وجدناها قد فارقت الحياة رحمها الله.
ولمّا اتصل عناصر الجيش بعضهم ببعض قفلوا راجعين من طريق السكة وكانت إحدى الشاحنات الأربع قد تعطبت فربطوها إلى أخرى لتجرها.. وترك الجيش المدينة بعد أن توقف الطلق الناري على نحو الساعة الخامسة مساء فباتت المدينة بأيدي مواطنيها...
.
المناضل #محمد_اسماعيل_نويرة
إلى جانب «الدينميت» الذي جمعه رفاقنا من هنا وهناك عثرت ومجموعة من البحارة على «ذخيرة» قرب جزيرة «قوريا» فككناها فوجدنا بها شحنة من مادة متفجرة تناهز ال500 كلغ فجلبناها إلى البلدة وشرعنا في صناعة «العصبان» بطريقة سرية ويوم المعركة تم تكليفي وأحمد التركي وشبيل نويرة (الصيد) بمراقبة المدخل الأول للبلدة على مستوى «اللنقار» ولمّا تلقينا الإشارة عن طريق طلقة بندقية شرعنا في مواجهة أقرب عربة عسكرية تمر على مرمى خطوات منا وتبادلنا الطلق الناري بكثافة فأصبنا عددا من العسكر منهم من كانت إصاباته قاتلة كما أصبت وزميلي شبيل نويرة وظللت أعاني أكثر من عام بعد انتزاع الرصاصات من جسدي وتم القبض عليّ وأنا في جرجيس حيث اعتقلني أعوان الجندرمة مدة عشرة أيام بصفاقس ثم أحالوني إلى سجن سوسة.
معركة 23 جانفي 1952بمدينة طبلبة التونسية
leonero2016- عضو مبدع
- المتصفح :
الإقامة :
الجنس :
عدد المساهمات : 504
نقاط : 1446
تقييم : 26
تاريخ التسجيل : 05/12/2016 - -----
رد: معركة 23 جانفي 1952بمدينة طبلبة التونسية
احياء الذكرى 65 لشهداء معركة 23 جانفي 1952 بطبلبة
يستعد مكونات المجتمع المدني بمدينة طبلبة تحت اشراف السلطة الجهوية و المحلية أيام 21 و 22 و 23 جانفي 2017 ، احياء الذكرى 65 لأحداث 23 جانفي 1952 ،
و في هذا الاطار اشرف السيد طارق البكوش المعتمد الأول صباح اليوم الاثنين 16 جانفي 2017 بمقر الولاية على جلسة عمل بحضور السيد لطفي النابلي عضو مجلس نواب الشعب و السيد صالح ابي معتمد طبلبة و مختلف الأطراف المعنية خصصت للنظر في الاستعدادات الجهوية و المحلية لإحياء الذكرى 65 لشهداء معركة 23 جانفي 1952 بمدينة طبلبة و التي خلفت العديد من الجرحى و استشهاد 6 رجال و امرتان خلال مواجهاتهم لقوات المستعمر الفرنسي. و قد تم الاتفاق خلال جلسة العمل على ان تنطلق احياء الذكرى بداية من يوم الاحد 22 جانفي 2017 بتركيز خيمة بساحة السفرة و تنظيم معرضا وثائقيا يعرف بأطوار المعركة الشهيرة التي عرفتها مدينة طبلبة آنذاك فضلا عن تنظيم ندوة فكرية حول "خفايا احداث 23 جانفي و ابعادها الوطنية "بفضاء سيدي عياش و تنظيم موكب لتحية العلم يوم 23 جانفي يتم على اثره تلاوة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء و وضع اكليل من الزهور اعترافا لهم و لأهاليهم بالدور الفعال الذي قدمه ابائهم و اجدادهم في دحر المستعمر الغاشم حتى تحقق تونس النصر و استقلالها التام.
leonero2016- عضو مبدع
- المتصفح :
الإقامة :
الجنس :
عدد المساهمات : 504
نقاط : 1446
تقييم : 26
تاريخ التسجيل : 05/12/2016 - -----
مواضيع مماثلة
» شفرات RAI Sport1 & 2 لشهري جانفي وفيفري 2014
» شفرات RAI Sport1 & 2 لشهري جانفي وفيفري 2014
» القنوات الناقلة | مباريات اليوم الجمعة 25 جانفي 2013
» الحصة التدريبية للمنتخب التونسي اليوم 23 جانفي 2013
» خبر وطني : المولد النبوي الشريف يوم الأثنين 13 جانفي 2014
» شفرات RAI Sport1 & 2 لشهري جانفي وفيفري 2014
» القنوات الناقلة | مباريات اليوم الجمعة 25 جانفي 2013
» الحصة التدريبية للمنتخب التونسي اليوم 23 جانفي 2013
» خبر وطني : المولد النبوي الشريف يوم الأثنين 13 جانفي 2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى