شرح نص شعري 3 آداب تعوضت من واه باه

التقديم المادي: نص شعري ورد على بحر الطويل بروي النون المكسورة من ديوان الشاعر الأندلسي بن خفاجة(450ه-533ه) ,من الصفحة السابعة و السبعين بعد المائتين. يندرج ضمن محور الغزل في الشعر الأندلسي.

الموضوع: يعبر الشاعر عن شوقه لوطنه متغزلا بحبيبته

يمكن تقسيم القصيدة الى قسمين حسب معيار المضمون

· ب1 الى ب10 : الحنين الى الوطن

· ب11 الى ب 13 : التغزل بالحبيبة

أ-قرائن الحنين الى الوطن و طرق التعبير عنه شكلا ومضمونا:

ب1+ب2 ب3الأسلوب الإنشائي الطلبي:" فيا" = ادة النداء للبعيد تكررت 3 مرات وفي ذلك إلحاح على الرغبة في العودة الى الوطن .

"هل" : اسلوب انشائي طلبي قائم على الإستفهام و هي قرينة انشائية تدل الإستعطاف و الإسترحام فهو يطلب من الدهر أن ينصفه و ينقذه و يخرجه من الحالة النفسية المتأزمة التي آل اليها

ب3 "ليت" = اسلوب انشائي طلبي قائم على التمني و هي أداة تفيد طلب حصول شيء صعب المنال.

فالتكثيف من الأساليب الإنشائية دليل ايضا على الحيرة و الإرتباك

ينتقل الشاعرفي البيت الثاني الى

الأسلوب الخبري في قوله (تعوضت) وهي جملة فعلية خبرية.

وهذا الإنتقال من أسلوب الإنشاء في البيت الأول الى أسلوب الخبر في البيت الثاني هو انتقال من الإنفعال الى التقرير إذ يقر الشاعر بالإنقلاب النفسي و العاطفي و الوجداني الذي آل اليه وقد عبر عنه بعبارتي واه /آه

واه وهي اسم فعل تفيد التعجب و الإنبهار أما آه فهي ايضا اسم فعل تعبر عن التوجع و التحسر

· على مستوى المضمون : العناية بالأساليب عكس حيرة و جودية يعيشها الشاعر و ازمة نفسية حادة آل اليها نتييجة البعد عن الوطن القسم الثاني: التغزل بالحبيبة

المعجم الطبيعي و تحضر فيه العبارات التالية: الورود و الأغصان و النجوم و الأقمار

المعجم الغزلي : محاسن المرأة الوجه و الساقان و الخد) أغار على خديه) الناضر الفم ...

المعجم النفسي و الوجداني في قوله منطقها مسلي القلوب.. تتوتر المعاجم في القسم من القصيدة لتعبر عن شدة تعلق الشاعر بالحبيبة

القرينة الثانية التكثيف من الإستعارات الحسية في وصف المرأة( الظبي’ الغر ..و التكثيف من اساليب التشبيه تشبيه الخد يتفاح لبنان دليل على شدة الإحمرار من الحياء و الخجل

و لو استندنا الى شجرة الوصف حسب ريكاردو- عناصر شجرة حسب ريكارد (الواصف و الموصوف و آليات الوصف -)لتبينا ان الواصف هو الشاعر الذي كان بارعا في رسم ملامح المرأة و هي الموصوف و هي محور القسم الثاني و موطن رحى مشاعر الشاعر أما الأساليب التي استعملها الواصف في رسم صورة الحبيبة فكانت الأستعارات ةو الكنيايات(رقيق الحواشي كناية عن اللين و حسن العريكة و لطف الصحبة) و اسلوب السجع الذي يجعل من ايقاع القصيدة الداخلي نغما موسيقيا قابلا للتغني بها و انشادها و هذا الأسلوب الذي اعتمده الشاعر ذو مرجعية حضارية فلا شك ان الشعر الإندلسي هو شعر البلاطات و القصور و ما فيها من مظاهر اللهو و الطرب و التغني بالقصائد و الجميلة.