العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:06

bsmlah bsmlah bsmlah




تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد ..
فمما ينجي العبد من الخلود في النار هو ترك أسباب الخلود
ومن أسباب الخلود :
- الإشراك بالله
- الكفر بالله على قول من يفرق بين الشرك والكفر
- ترك الصلاة على القول الراجح

- فالإشراك به سبحانه هو أن يتوجه العبد بشيء مما يختص به سبحانه إلى غيره كائناً ما كان ..
فالاشراك ضد التوحيد ، والتوحيد معناه جعل الشيء واحداً وهو يعني إفراده سبحانه بما يختص به من الأسماء والصفات والأفعال والعبادات الظاهرة والباطنة ...
فالموحد هو من يخلص جميع أعماله وأقواله واعتقاداته لله سبحانه وتعالى ،لذا كانت حقيقة الإيمان مركبة من القول والعمل والاعتقاد ولابد من إخلاصها جميعاً لله سبحانه ..
فلا يتوجه بعمل مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك التوجه بـ ( صلاة – سجود – نذر – طواف – تحاكم – ولاء – توكل – استغاثة ..) لغير الله .
ولا يتوجه بقول مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك التوجه بـ ( دعاء – استغاثة – استعانه – نذر – حلف - ...) لغير الله .
ولا يتوجه باعتقاد مهما كان صغيراً لغير الله ومثال ذلك ( اعتقاد النفع أو الضر – اعتقاد التدبير للكون – اتصاف الخالق بصفات المخلوق – اشراك الخالق والمخلوق في أفعاله سبحانه ...) .
فكل من وقع في هذا الشرك فقد ناقض لا إله إلا الله وخرج من الاسلام ونقض توحيده ، وما أكثر ذلك بين المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعوان ..

لماذا كثر الإشراك بالله سبحانه وتعالى في زماننا ؟
الجواب :
- إن من أعظم أسباب الإشراك به سبحانه هو فشو الجهل بحقيقة التوحيد والشرك ، فلقد كان العرب في الجاهلية يعرفون معنى التوحيد ومعنى لا إله إلا الله ويعرفون ما يضادها من الإشراك ولذا كانوا يأبون من ذكرها والنطق بها على يسرها وسهولتها وما يترتب عليه من حقن دماءهم وأموالهم ،وكانوا يقولون أجعل الآلهة إلها واحداً ؟
فلما فشا الجهل بمعنى هذه الكلمة العظيمة وما تدل عليه من وجوب إفراده سبحانه بالعبادة والألوهية أصبحنا نرى من يلهث بها ليل نهار مع تلبسه بما كان عليه أهل الجاهلية من الإشراك وعبادة غير الله !
فتراه ينطق بها وهو يسجد على عتبات البدوي ويطوف بقبره وينذر له ويذبح ،وكأن هذه العبادات حق له من دون الله ،أو كأنها ليست من العبادات أصلاً ، فهو يجهل معنى العبادة وقد يقصرها على الصلاة والصوم والزكاة والحج ،فتراه يقول لا إله إلا الله ثم يعتقد أن الأقطاب يدبرون شأن هذا العالم مع الله أو بإذنه!
- ويوجد أنواع أخرى من الشرك تنافي لا إله إلا الله كالإشراك في التشريع والحكم ، فترى الرجل ينطق بلا إله إلا الله وهو يرفض تشريعه ويرد حكمه ، ويتحاكم إلى غير شرعه ، بل يقصر أحكامه على المسجد وذلك لغياب الصلة بين هذه الكلمة وبين ضرورة الالتزام بحكم الله والخضوع له والاستسلام ، فلما غابت هذه المفاهيم وجهلوا الصلة بينها وبين كلمة لا إله إلا الله صار الكثير من الناس يقولونها وهم متلبسون بما ينافيها وما ينقضها ....
- يتبع إن شاء الله


Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:07

بارك الله فيك اخي رياض وأسال الله أن ينفعنا بما نكتب وما نقول ..
- من الأسباب لوقوع الشرك وانتشاره بين المسلمين " ظاهرة الإرجاء "التي تبنتها بعض الفرق الاسلامية ودخلت شبهتها على بعض أهل العلم الغير محققين لمنهج السلف في الإيمان ،فقدموا إلى الناس مفهوماً خاطئاً عن الدين ،حيث أخرجوا العمل من الايمان وحصروه في القلب ، فانتقل هذا المفهوم على مر السنين إلى العامة وتجذر في قلوبهم ،وعبروا عنه بالكثير من العبارات كقولهم : ربنا رب قلوب ، والإيمان في القلب ،والأساس على الباطن، وغير ذلك مما يؤكد عمق هذه المفهوم لديهم ، فهون عليهم ارتكاب المعاصي والمنكرات ،وإذا أنكر عليهم ردوا بقولهم : "ربنا رب قلوب "، ومن هنا نفهم موقف السلف الشديد على الإرجاء وأهله فقد قال ابراهيم النخعي رحمه الله عن المرجئة : إنهم تركوا الدين أرق من ثوب سابري " يعني جعلوه رقيقاً شفافاً من كثرة ما أخرجوا منه ،حيث أخرجوا منه العمل وقصروه على القول الذي يسهل ترديده بلا أي كلفة عليهم من التزام بشرائع أو استسلام لأحكام ..
فانتشار الإرجاء وتعمقه في قلوب العامة وتبني بعض أهل العلم له خاصة الذين هم موضع الأسوة والقدوة لغيرهم جعل هذا الدين بلا حامي ولا حمى فكل ينتهك حرماته ويرتكب المنكرات ويعتذر بأن ربنا رب قلوب وإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ، ومن جهة أخرى فقد أدى إخراج العمل من الايمان إلى عدم توصيف الأعمال بأوصافها الشرعية فالتوحيد العملي يقابله الشرك العملي ،فإن لم يكن العمل إيمان لم يكن ما ينقضه كفراً، فلا يصح بناءً على هذا التأصيل الفاسد وصف الأعمال المناقضة للتوحيد بالشرك لان الايمان إذا كان بالقول فقط فالكفر يكون بالقول فقط ، فمن يرتكب النواقض العملية يجد له مخرجاً عند من يقول بالارجاء ،فقد حصروا الايمان والكفر في القلب فما صار دعاء غير الله شركاً إلا أن يعتقد بقلبه إلهية من يدعوه أضف إلى ذلك السجود والنذر وغيرها من صورالعبادة لم يجعهلها أهل الإرجاء كفراً بل قيدوها بما يخرجها عن كونها شركاً وكفراً وسموها بغير اسمها فقالوا توسل وتبرك مشروع إذا اعتقد أن مسبب الاسباب هو الله
ونسي هؤلاء أن كفار قريش كانوا يقرون لله بالخلق والرزق والإحياء والإماتة ومع ذلك فقد سماهم الله مشركين بدعائهم لغير الله وصرف العبادة إليهم ، قال تعالى : "ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" فهم مقرون بكل ما لله سبحانه من أفعال ،لم يقولوا عن أصنامهم أنها تخلق أو ترزق أو تنجي أو تضر أو تنفع وإنما يعبدونها إما تقليداً لأبائهم وإما لزعمهم أنها تشفع لهم عند الله ، فيقولون "قالوا:يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " وقال الآخرون : "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ، "هؤلاء شفعاؤنا عند الله " ، ومع ذلك فهم مشركون كافرون بربهم ، وكثير ممن ينتسبون للإسلام ويقولون لا إله إلا الله يقعون في نفس ما وقع فيه هؤلاء فيدعون البدوي والدسوقي وعبد القادر الجيلاني وغيرهم من الأولياء والصالحين فيطلبون منهم سعة الرزق ورفع الضر وإنجاب الولد وغير ذلك مما لا يقدر عليه غيره سبحانه ، ومع ذلك فأهل الارجاء هذا من قبيل المباحات أو المخالفات البسيطة لأنهم يقولون لا إله إلا الله والايمان عندهم قول بلا عمل ..
فالإرجاء قدم مفهوماً مزوراً عن الدين وقاصراً على بعض مفاهيمه ،فكان سبباً رئيساً في انتشار المنكرات والمكفرات وبررها لأصحابها بل جعلها قربات يتقرب بها أصحابها إلى الله ويتهمون من ينكرها بأنه يكره الصالحين ويطعن في أولياء الله !!!
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:13

ما علاقة التوحيد بالسياسة والحكم ؟
يخطئ كثيراً من يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين !!!
فإن السياسة عبارة عن تسيس أمور الحياة وإدارتها على وجه يصلح العباد والبلاد ، والذي يقول لا دين في السياسة يفصل الدين عن الدنيا ويحصر الدين في المسجد وأداء الشعائر وهذه هي العلمانية بشحمها ولحمها !!!
فإدارة شئون الحياة على الوجه الأصلح والأفضل قد كفلته الشريعة قال سبحانه : "الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " والذي يخترع دواءً أو جهازاً يضع له إرشادات السلامة ،فيقول : ضعه في درجة حرارة كذا أو لا تستعمله بجوار كذا وهذا اختراع بسيط فكيف بشأن هذه المخلوقات وهذا الكون الواسع أيخلقها ربها سبحانه ويتركهم هملاً بلا إرشادات ؟!
إن العلمانية كانت ثورة على ما يسمونه بالحكم الإلهي ،حيث كان الرهبان والقساوسة يحكمون ويشرعون بأنفسهم وينسبون حكمهم لله ،فعاش الناس ما يسمى بالقرون الوسطى المظلمة فظاعات وحقب سوداء تحت ما يسمى بالحكم الإلهي ،فلما قامت الثورة قضت على القساوسة وحصرت الدين على الكنيسة واداء الطقوس الدينية ،وقالوا : "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ففصلوا الدين عن الحياة نتيجة لهذا الظلم الذي كانوا يقاسونه باسم الإله ،فأول مبادئ العلمانية فصل الدين عن الحياة ،فهل نؤمن نحن بهذا ؟ وهل من يطالب بتحكيم الشريعة يحكم باسم الإله ؟ بالطبع لا ! ...
فالشريعة بها من الأحكام ما يكفل صلاح العباد والبلاد بكافة شئونها : "ما فرطنا في الكتاب من شيء" فحكم كل شيء تجده في الشريعة : "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " فما من شيء بنص القرآن إلا وعند الله حكمه وبيانه وتفصيله ،علمه من علمه وجهله من جهله ...
أما صلة التوحيد بالسياسة والحكم فهو أن الحكم بمعنى التشريع لا يكون إلا لله ، فلا مشرع في الاسلام إلا الله ولا تشريع في الاسلام إلا قانون الله ودستوره وهو الكتاب والسنة وما حمل عليهما بطريق الإجتهاد كالإجماع والقياس ، فهذه أدلة الشريعة ...
و مرة أخرى ما صلة أن الله سبحانه هو المشرع وهو الحكم بالتوحيد ؟
والجواب: أن موقف المسلم الموحد أن ينقاد ويستسلم ويذل لهذا التشريع ، فقبول حكمه والاستسلام لشرعه من أجّل أنواع العبادة بل هو أصل العبودية التي معناها الخضوع والتذلل ، وأي ذل وعبودية أن تقبل الأمر وتستسلم للحكم ؟
فإنه إن قال لك أحدٌ ما : أنا آمرك فاذعن لي ،فإنك ستبادره قبل أن يأمرك أو ينهاك بقولك : ومن أنت حتى تأمرني ؟! فأنت باستنكارك هذا قد رفضت ابتداءً أمره ونهيه ،لأنه ليس له أهليه لذلك ، فالرجل البسيط يدرك أن الأمر والحكم لا يكون إلا من صاحب الأمر ويدرك أن الذل والخنوع والخضوع لا يكون إلا لمن له سلطان الأمر ، فقبول الشرع والاستسلام للحكم هو معنى الاسلام وأصل التوحيد ، وقبوله من غير الله هو الذلة والعبودية لغير الله ...
فلنومن جميعاً بشرع الله ولنستسلم لأحكامه سبحانه ، ونكفر بالقوانين الوضعية التي يضعها أمثالنا غير المعصومين والذين ليس لهم سلطان الأمر والتشريع مع الله أو من دونه .
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:15

من أسباب انتشار الشرك بين المسلمين :
جهل الكثير من المسلمين بحقيقة الشرك المنافي للتوحيد ،فقد ذكرنا فيما سبق الجهل بحقيقة التوحيد ، والآن نذكر الجهل بحقيقة الشرك أيضاً ..
- والشرك له قصة قديمة ذكرها لنا ابن عباس رضي الله عنهما ، حيث إن أول من أشرك بالله هم قوم نوح عليه السلام فقد كان الناس قبله على التوحيد الخالص إلى أن مات لهم بعض الصالحين فتمثل لهم الشيطان في صور الناصح الأمين وقال لهم هؤلاء قوم الصالحون ابنوا لهم تماثيل وصوروا لهم الصور لتتذكروهم بها وتذكروا مآثرهم فتقتدوا بأعمالهم وصلاحهم ، فلما بنوا هذه التماثيل وصوروا لهم هذه الصور ،وماتوا ومات من بعدهم ،ونسي الناس قصة هؤلاء الصالحين ،تمثل لهم الشيطان ثانية وقال لهم : أتدرون من هؤلاء ؟ قالوا : لا ، قال هؤلاء آلهة آبائكم وبهم يسقون المطر ،فاعبدوهم فعبدوهم ،فوقع الشرك أول ما وقع في بني آدم ،فأرسل الله إليهم نوحاً عليه السلام يأمرهم بالتوحيد وينهاهم عن الشرك ،فقال لهم : "يا قو م اعبدوا الله ما لكم من إله غيره .."
- وسجل التاريخ لنا أول أسباب الشرك وهو الغلو في الصالحين وبناء التماثيل والصور على قبورهم ، ومن يتأمل ذلك يرى هذا واقعاً الآن وبكل أسف بين الكثير من المسلمين ، فكم من ولي صالح أو غير صالح يدعى ويرجى من دون الله ، وكم من ولي صالح أو غير صالح يُسجد له على عتباته ويستغاث به في النوازل والمحن ويطاف حول قبره وينذر له من دون الله ، وهذا هو شرك الأولين الذي بعث فيهم الانبياء والمرسلين ليأمروهم بالتوحيد وينهوهم عن الشرك ، فهل نحن بحاجة إلى نبي أو رسول جديد ؟
إن كل مسلم من الله عليه بالتوحيد الخالص وفهم هذه المسائل عليه واجب البلاغ وعليه واجب النهي عن المنكرات والأمر بالمعروف كل بحسب ما تيسر له وبالمعروف ، وأعظم ما ينهى عنه هو الشرك واعظم ما يؤمر به هو التوحيد ، فكم ممن ينطق بالا إله إلا الله يتوجه بقلبه وعمله إلى غيره فيدعوه ويرجوه من دون الله وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فكيف ينجد غيره ويعطيه ويكفيه ؟ إن الجهل بالشرك قد انتشر بين المسلمين بما يستوجب على الجميع الدعوة إلى الله والتحذير من الشرك ،وأعظم ما تقدمه للناس على الإطلاق أن تبين لهم حقيقة ما يفعلونه من الشرك بالله ،فإن هذا فيه نجاته من الخلود في النار ،فهل هناك أعظم من هذا ؟ فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم والهداية هنا ليست من سيجارة يتركها أو سنة يتبعها أو حجاب تلبسه سافرة بل أعظم من ذلك كله مع عظيم ما ذكر فإن العبد لو لوقي الله سبحانه بقراب الأرض خطايا ثم أتاه ولم يشرك به شيئا فهو في مشيئة الله وهو معرض لعفو الله ورحمته وهو ناج قطعاً من الخلود في النار ، وإذا لق العبد ربه بجبال تهامة بيضاً من الحسنات ثم لقيه وقد أشرك به شيئاً فهو خالد مخلد في نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى عياذا بالله ، فإن تحقيق التوحيد هو الغاية التي من أجلها خلق الانسان : " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون "، فتصور إنساناً يضل في أصل ما خلقه الله له، أو يغفل عنه ،وتصور أن هذا الإنسان هو أبوك أو أمك أو أخوك أو أختك ،فأعظم البر بأبويك أن تنجيهم من النار فتأمرهم بالصلاح والتقى وأعظم الصلاح هو التوحيد وأعظم المنكرات هو الشرك فإن هذا هو الذنب الذي لا يغفر الله : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك ، وهو الذنب الذي يحبط كل الأعمال فمهما عمل العبد من عمل فهو حابط لا قيمة له فلا صلاة ولا صيام ولا حج مع دعاء غير الله أو النذر له أو اعتقاد الضر والنفع في غيره ،فهذا يحبط معه كل عمل ،ويلقى العبد ربه وهو خاسر مفلس مخلد في نار جهنم والعياذ بالله ، أليس هذا محركاً لنا جميعاً أن ننتفض لله وأن نسارع في نجدة أهالينا وأحبابنا وأصحابنا من هذا البلاء والوباء الذي عمت به البلاد وشقي به العباد ؟
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لمرضاته وأن يميتنا على توحيده وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:17

كلمة لا إله إلا الله عنوان التوحيد ودليل الانتقال من الكفر والشرك إلى الإيمان والتوحيد ،فهي ليست كلمة تقال باللسان بل هي كلمة لها معنى ومقتضيات وأحكام ولذلك فإن كفار قريش امتنعوا من النطق بها رغم ما كانوا إليه من حاجة وضرورة عصم دماءهم وأموالهم إذ كان النطق بها ينجيهم من ذلك ، ولكنهم علموا معناها ومقتضى النطق بها من ترك دينهم ودين آبائهم وترك سيادتهم ومساواتهم بالعبيد أما حكم الله وعلموا أن هذه الكلمة تسوي بين جميع من ينطق بها تحت راية واحدة فوق راية القبيلة والعشيرة والعصبية فاستصعبوا ما تضمنته من أحكام فأبوا أن ينطقوا بها واصروا على الشرك ...
ترى لو علم المسلمون اليوم مقتضاها وأحكامها كما علمه العرب أكانوا يقرون بها ؟
- فما هي أحكام لا إله إلا الله وما مقتضياتها وما معناها ؟
ولنبدأ بالأخير :
فلا إله إلا الله معناها متوقف على معنى كلمة " الإله " ،وقد أخطأ أقوام في معناها فضلوا وضل من خلفهم أقواماً ،فقالوا : "الإله " هو الخالق أو القادر على الإختراع ،فجعلوا من يقر بأن الله هو الخالق مسلماً موحداً ! فمن قال إن الله هو القادر الخالق فهو الموحد عندهم ،فلم يختلف توحيدهم عن توحيد أبي جهل ومشركي قريش حيث كانوا يقرون بذلك المعنى ، فقد كانوا إذا سئلوا من خلقهم يقولون الله وذكر ذلك عنهم في كتابه سبحانه فقال : " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " وقال : " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله " فإذا فسرنا الإله بمعنى الخالق أو القادر على الإيجاد والتأثير كما يقول طوائف من الأشاعرة فهل يختلف توحيدنا عما كان عليه المشركون الذين بعث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!
وإليك بعض أقوال من ضل في تفسير هذه الكلمة من الأشاعرة وأهل الكلام :
- قال الأستاذ أبو منصور البغدادي الأشعري في كتابه أصول الدين : ص123:
" واختلف أصحابنا في معنى الإله: فمنهم من قال إنه مشتق من الإلهية، وهي قدرته على اختراع الأعيان، وهو اختيار أبي الحسن الأشعري"
- وقال الرازي في شرح أسماء الله الحسنى (ص124):
" القول السابع: الإله من له الإلهية، وهي القدرة على الاختراع، والدليل عليه أن فرعون لما قال : " وما رب العالمين" : قال موسى في الجواب: " رب السموات والأرض" فذكر في الجواب عن السؤال الطالب لماهية الإله: القدرة على الاختراع، ولولا أن حقيقة الإلهية هي القدرة على الاختراع لم يكن هذا الجواب مطابقاً لذلك السؤال " ا.هــ
- وقال السنوسي في أم البراهين : " الإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه."
وهذا لا يبعد عن تفسير الإله بالقادر على الاختراع أو الخالق وكل هذا خلل وخلل عظيم أن يضل أقوام في معنى هذه الكلمة العظيمة التي هي عنوان الإسلام !!
- وبسبب التفسيرات البعيدة عن معنى لا إله إلا الله جُهل المعنى الحقيقي للا إله إلا الله عند من يتبع هذه المدارس الفلسفية الكلامية الصوفية ووقع كثير من أتباعها في الشرك والضلال...
- فالتوحيد عند المتكلمين والأشاعرة أن توحد الله، فتقول : " هو واحد في ذاته، لا قسيم له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في صفاته لا شبيه له " ، ولو كان هذا معنى لا إله إلا الله لما أنكرت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم دعوته ولآمنت به وصدقت؛ لأن قريشاً تقول: لا خالق إلا الله، ولا خالق أبلغ من كلمة لا قادر، لأن القادر قد يفعل وقد لا يفعل، أما الخالق؛ فقد فعل وحقق بقدرة منه، فصار فهم المشركين خيراً من فهم هؤلاء المتكلمين, والمنتسبين للإسلام !
- أما المعنى الصحيح لكلمة الإله فهو المعبود فيكون معنى لا إله إلا الله أي لا معبود إلا الله ،ولما علم بالضرورة من وجود معبودات غير الله سبحانه وتعالى لزم تقدير خبر لا النافية للجنس بلفظ يستقم معه المعنى وهو قولنا : "بحق " فيكون المعنى الصحيح هو لا معبود بحق إلا الله ، فالإله كما قال الأزهري في تهذيب اللغة : التأله التعبد
- وأختم بقول شيخ الإسلام : " ليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين ، حيث ظن أن الألوهية هي القدرة على الاختراع ، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع، دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا الله ، فإن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد ، كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) [الزمر: 38] وقال تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون) الآيات وقال تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) ،قال ابن عباس: تسألهم، من خلق السماوات والأرض ؟ فيقولون : الله ، وهم مع هذا يعبدون غيره .
وهذا التوحيد، من التوحيد الواجب ، لكن لا يحصل به الواجب ، ولا يخلص بمجرده عن الإشراك، الذي هو أكبر الكبائر، الذي لا يغفره الله ، بل لابد أن يخلص لله الدين ، فلا يعبد إلا إياه ، فيكون دينه لله ، والإله ، هو المألوه ، الذي تألهه القلوب ، فهو إله بمعنى مألوه لا بمعنى آله ." ا.هـ
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:17

تكلمنا فيما سبق عن خطأ البعض في معنى لا إله إلا الله وأنبه أن قولنا أن هؤلاء أخطأوا ليس معناه أنهم جميعاً على هذا الخطأ ،بل فيهم من يثبت المعنى الصحيح للإله وهو " المعبود "ويثبت معنى لا إله إلا الله كما هو ،ويثبت توحيد الألوهية والشرك المقابل له ،ويحذر منه ، ولكن وجود أئمة على هذا الخطأ وعدم إنكار هؤلاء على هؤلاء وبيان خطأهم يوحي بأن المذهب غير منضبط في تقرير هذه المعاني ....
- كما لا يعني قولنا أنهم أخطأوا في معنى لا إله إلا الله أنهم خالفوه أو أنهم قد أشركوا أو نقضوا توحيدهم وصاروا مشركين عياذاً بالله من ذلك ، فهذا ليس هو المقصود ، فليس كل من لم يكفر تارك الصلاة لا يصلي ،والجمهور على عدم كفر تارك الصلاة كسلاً ! وليس كل من أخرج العمل من الإيمان لا يعمل !
ولكن هذه الأخطاء مع أنها تمثل انحراف عن المفهوم الصحيح إلا أن لها أيضاً تأثيراً كبيراً في مسائل أخرى :
- فخطأ هذا التصور لهذه المعاني يؤثر على خطأ فهم حقيقة الدين لدى صاحبها فإن كان إماماً متبوعاً فهذه مصيبة بحد ذاتها ،إذ أنه سيقدم الدين لعامة الناس ومن وراءه من الأتباع ، فإن كان مفهومه لهذه المعاني خاطئ فسيقدم لهم هذا المفهوم الخاطئ ...
- وأيضاً فإن هذا المفهوم الخاطئ سيؤثر بالضرورة في وضع أولويات الطرح لدى هذا الإمام ،وسيتحدد المسار الذي ستهتم به الدعوة بناءً على هذا المفهوم ولنضرب لذلك مثالاً واحداً:
- فبعض أئمة الأشاعرة لما تقرر لديهم هذا المفهوم الخاطئ لمعنى لا إله إلا الله وفسروها بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر إلا الله ذهبوا إلى أن أول واجب على المكلف هو النظر وبعضهم إلى أنه هو القصدإلى النظر ، فذهبوا إلى تقديم هذا المعنى وجعله أوّلى المسائل بالشرح والبيان والتأليف ، فما معنى النظر وما معنى القصد إلى النظر ؟ وقبل ذلك ننقل كلام بعض أئمة الأشاعرة الذين قرروا هذ المعنى وكيف أنهم توافقوا مع المعتزلة في هذه المسألة إلى حد كبير وأنا أقتصد في النقل خشية الإطالة وحرصاً على تبسيط المفهوم ...
- يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي: (إن سأل سائل فقال: ما أول ما أوجب الله عليك؟ فقل النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه بالتفكير والنافله نظر) ا.هـ
- ويقول الجويني الأشعري : "أول ما يجب على العاقل البالغ باستكمال سن البلوغ أو الحلم شرعاً، القصد إلى النظر الصحيح..." فهل يوجد فرق بين الشاعرة والمعتزلة في هذا المعنى ؟!
- وتأمل حكم الجويني على من مات قبل هذا النظر حيث يقول : (فمن اخترمته المنية قبل أن ينظر وله زمن يسع النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى ولم ينظر مع ارتفاع الموانع، ومات بعد زمان الإنكار فهو ملحق بالكفر، وأما لو أمضى من أول الحال قدراً من الزمان يسع بعض النظر لكنه قصر في النظر ثم مات قبل مضي الزمان الذي يسع في مثله النظر الكامل فإن الأصح في ذلك، الحكم بكفره لموته غير عالم مع بدء التقصير منه فليلحق بالكفرة ) ا.هـ
- ومعنى النظر والقصد إلى النظر ، هو النظر إلى ما في العالم من مخلوقات والاستدلال بها على وجود الخالق وهذا أجمل تعبير يمكن أن نعبر به عما يقصده هؤلاء من النظر أو القصد إلى النظر ،وإلا فبعضهم يعقد المسائل لدرجة لا تتخيل فيذهب إلى أن النظر هو النظر في كون هذه المخلوقات حادثة وأن هذه الحوادث من خصائصها وأن من قامت به الحوادث فهو حادث ،وأنه لابد لهذه الحوادث من محدث غير حادث ...إلخ .
-وأياً كانت نتائج هذا النظر فهو غير كاف ليتوصل العبد به إلى أن هذا الخالق هو الله سبحانه وفقاً لتقرير هؤلاء المتكلمين فضلاً أن يقف المكلف على وجوب إفراده سبحانه بالعبادة ،فغاية ما يتوصل إليه العبد بحسب نظر المتكلمين وأدلتهم أن يثبت أن ثمة خالق لهذا العالم غير حادث وهذا لا يعني أنه هو الله سبحانه ،وأن يجب عليه أن يعبده وحده ويفرده بكل ما يستحق من صفات الجلال والكمال ،ولذا فإن أدلة المتكلمين على وجود الله إن صحت فهي تبقى قاصرة لأنها لا توجب تعين الخالق بأنه هو الله ،وأنه تجب عبادة هذا الخالق بل تفرض فقط الاعتراف بأن خالقاً ما لهذا العالم وتثبت له بعض الصفات وليس في مقدماتها و نتائجها شيئاً عن تحديده ولا صفاته ولا وجوب التقرب إليه وعبادته ، فليس في أدلتهم شيئ من ذلك ..
أما أول واجب على المكلف العاقل فهو الاقرار بلا إله إلا الله والاقرار بوجوب إفراده سبحانه بالعبادة والطاعة ،إذ أن وجوده سبحانه مركوز في فطر جميع الخلق ،فليس علينا إلا أن نذكرهم بأن الله خالقهم ورازقهم وهو المستحق للعبادة وحده دون غيره دون ان نقيم ما يدعيه المتكلمون من دلائل على وجوده ، فما علينا إلا التذكير والاستدلال بآياته على عظمته وحكمته الدالة على وجوده بالضرورة قال سبحانه : "أفي الله شك " وفي حديث معاذ لما أرسله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قال له : "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " وفي رواية :"شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " فهذا هو الواجب الذي استبدله المتكلمون بما ذكرناه ...
فهذا مثال على تأثير خطأ هذا المفهوم في توجيه الدعوة إلى غير ذلك من الآثار يأتي الحديث عنا فيما يأتي إن شاء الله ..
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك Empty رد: تبسيط بعض معاني التوحيد وما يضاده من الشرك

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الخميس 14 مارس 2013, 12:18

تكلمنا فيما سبق عن أثر الخطأ أو الجهل بمعنى لا إله إلا الله ورأينا الأثر الكبير الذي ينبي على ذلك الخطأ وكيف أنه يحول مسار دعوة بأكملها ويوجهها إلى الوجهة الخطأ ...
- واليوم نتكلم عن معنى تابع للفظ الإله الموجود في كلمة " لا إله إلا الله " فإنه لا يستقيم المعنى إلا بمعرفة هذا المعنى ألا وهو : "العبادة " .
- فهل العبادة تقتصر فقط على ما نعلمه ويعلمه الجميع من الصلاة والصيام والزكاة والدعاء وغيرها من المناسك ؟
أم أن لها معان أخرى غير تلك المعاني التي لا يختلف حولها عامة الناس ؟
- وإذا قلنا إن الحكم بغير ما أنزل الله أو تشريع الاحكام من الحلال والحرام يناقض لا إله إلا الله ، فما هي الصلة بين الحكم والتشريع وبين لا إله إلا الله ؟
- وإذا قلنا أن موالاة أعداء الله مناقض للا إله إلا الله ،فما هي الصلة بين الموالاة التي أصلها المحبة وبين لا إله إلا الله ؟
فإنا سنجد أن الصلة والرابط بين هذه المعاني كلها وبين لا إله إلا الله متركز في معنى " العبادة " !
فإن العبادة في تعريفها يتضمن كل تلك المعاني ..
فمن معناها : غاية الحب وغاية الذل ..
ومن معناها : الخضوع والتذلل ..
ولها معاني أخى سيأتي بيانها ولكن لنركز على ما ذكر لصلته فيما نتكلم فيه .
- فمن المعنى الأول يدخل الحب في معنى العبادة ونحن نعلم كيف يعبر بعض المحبين في عصرنا عن ولههم بمحبوبهم حيث يقول لها وتقول له :" أنا أعبدك " يعني أن حبي لك وصل إلى العبادة وهو وصف مبالغ فيه للتعبير عن الحب ، وذكرته للتدليل عن أن الصلة بين الحب والعبادة مدركة مفهومة عند الكثيرين ، والحب الذي هو العبادة لا يكون إلا لله فالله سبحانه هو تعالى هو المحبوب الأجّل المستحق لكل حب وغيره لا يُحَبُ إلا فيه ولأجله، حتى إن محبة النبي صلى الله عليه وسلام لا تكون إلا في الله ولله ،وإن كانت محبته صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان، فهو سبحانه المحبوب الأول والأخير والواحد ،يُحَبُ جل وعلا على ما يتصف به من صفات الجلال والإكرام وعلى ما ينعم به على عباده من النعم والآلاء فهو سبحانه الرحيم بعباده الرؤوف بهم يتملقهم بالنعم ويصبر على ما يصرون عليه من المعاصي خيره إليهم نازل وشرهم إليه صاعد ،يصبر على عبده حتى يقضي شهوته في الحرام ثم يطلب منه التوبة ويؤخر عقابه وينتظر توبته ويذكره ويعظه ما دام في دنياه ،فإذا لاقاه عبده يوم القيامة بعد غفر له ،فما أعظمه وما أجله فحبه من أعظم أركان التوحيد ومن أجّل معان العبادة له سبحانه وتعالى ..
- فإذا كان ذلك كذلك فإن محبة المؤمنين وبغض الكافرين من مقتضيات محبته سبحانه ،ومن تمام محبته جل وعلا ، والمحبة للمؤمنين درجات : فمنها ما يدخل في أصل الإيمان وهي محبة العبد لإسلامه ثم محبته لإيمانه ثم محبته لإحسانه ،فكلما ازداد العبد قرباً من الله ازدادت محبته في قلب العبد المحب لله ...
- وفي الجهة المقابلة فالبغض أيضاً درجات ،فأصله هو بغض الكافر لأجل كفره بالله وجحوده له ،فهذا يتعلق بأصل إيمان العبد فلا يُحِبُ كافراً لكفره إلا كافرٌ ،ثم يزيد هذا البغض في قلب العبد بحسب حال هذا الكافر مسالماً كان أو حربياً ،كتابيا كان أو ذمياً ...
- ومن هنا كانت موالاة أعداء الله كفراً ، فالموالاة من المحبة والقرب ، ومن لوازم المحبة النصرة والمظاهرة على حرب المسلمين ، فمظاهرة المشركين على المسلمين كفر بإجماع المسلمين ومناقضة للا إله إلا الله وخرق لإفراده سبحانه بالمحبة والموالاة فيه ....

يتبع
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع