العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فيلوصوفيا☼ المجــــزوءة: السياسة☼

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 فيلوصوفيا☼ المجــــزوءة: السياسة☼ Empty فيلوصوفيا☼ المجــــزوءة: السياسة☼

مُساهمة من طرف أحمد علي الأربعاء 08 أبريل 2015, 03:38

المجــــزوءة: السياسة
الدرس : الدولة
المحــــــور الأول : مشروعية الدولة و غاياتها
1- نص اسبينوزا، الكتاب المدرسي: في رحاب الفلسفة
1- السياق التاريخي والنظري:
يندرج النص المعنون بغاية الدولة هي الحرية ضمن السياق التاريخي الذي عاش فيه اسبنوزا والمتمثل في إعادة النظر في الثورات العلمية والفلسفية والدينية حيث قعد اسبنوزا لنموذج المدافع عن حرية العقل ضد رجال الدين المتسلطين والمحتكرين لتأويل النصوص المقدسة، حيث عبر كتابه رسالة في اللآهوت والسياسة عن ضرورة فصل الدين عن المجال السياسي. وضمن هذا النص يبرز اسبينوزا الغاية من تأسيس الدولة والكامن في تحقيق الحرية.
2- صاحب النص:
ولد سبنوزا في أسرة يهودية بهولندا تلقى تربية دينية وفلسفية، حيث تشبع بالنزعة الديكارتية المتشبعة
بروح العقلانية، ونظرا لإيمانه بنور العقل كحكم في التميز بين الحقيقة والكذب و تطبيقه للنقد التاريخي على النصوص الدينية، فقد تعرض للاضطهاد من طرف السلطات الكنسية.
3- الإشكال:
إلى أي حد يمكن القول أن الغاية من تأسيس الدولة هي الحرية؟
4- المفاهيم:
-الحق الطبيعي: مجموع الحقوق ذ ات الأساس المطابق لطبيعةالإنسان من حيث هو إنسان، وهوحق تضمنه الطبيعة حتى ولو لم يعش الإنسان ضمن تجمع بشري منظم.
- السلطة:قدرة تأثير تمتلكها مؤسسات أو أفراد وتتميز بطابع القابلية والقبول .
5- الأطروحة:
إذا كانت الحياة الإجتماعية مؤسسة على نظام مخالف للتعاقد الإجتماعي فهذا معناه قيام الحروب بين الأفراد والجماعات في سبيل البقاء، ومن هذا المنظور يرى اسبنوزا أن الغاية من التعاقد هي الحرية والتحرر من الخوف، وهنا يبرز دور الدولة في ضمان الحقوق الطبيعية لأفرادها.
6- الأفكار السياسية:
- الغاية من تأسيس الدولة لا تتعلق أساسا بالسيادة والتسلط وممارسة الإكراه على الأفراد.
- حفاظ الدولة على الحقوق الطبيعية للأفراد هوضمان تحررهم وقيامهم بوظائفهم الذهنية والبدنية.
- شرط قيام الدولة على أسس متينة هو انبعاثها من قرار جماعي.
- سبيل التعايش الإجتماعي الآمن هو التنازل عن الحق الأناني في السلوك مع احتفاظه بالحق في التفكير.
- وجوب الامتثال لقوانين السلطة العليا، مع الاحتفاظ بحقه في ممارسة النقد على بعض قرارات السلطة العليا.
8- الحجج:
تعتمد البنية الحجاجية للنص على التعريف
(إن الغاية .....من تأسيس الدولة ليست السيادة ......بل هي تحرير أهرد من الخوف ).
كما تقوم هذه البنية على النقد، حيث يبرز فيها اسبنوزا قيمة المفاهيم التي يدافع عنها بنوع من الإستطراد.
إن تقديم اسبينوزا لهذا التعريف اقتضى منه التوسل بالعديد من الأدوات الحجاجية الاستدلالية متمثلة في الروابط المنطقية كالنفي ( ليس ) والشرط (إذا كان ....فإن).
9-الاستنتاج:
نخلص إلى أن موقف اسبينوزا يندرج في إطار عام يتعلق بالتصور التعاقدي الذي قعد له هوبز، لكن هذا لم يمنعه من تبني تصور فلسفي له أصالته يقوم على النقد والحرية، نقد كل ما من شأنه نفي المفهوم الثاني، إذ جعل اسبينوزا من الحرية سبيل فهمه للنصوص الدينية وأساس قيام الدولة.
10- قيمة النص:
لم ينقطع اسبينوزا عن المناداة بتحرير العقل الإنساني من جبروت وقيود الوهم والسيطرة. ولعل مواقفه تظل منسجمة سواء في تأويل النصوص المقدسة أو في تنظيره للسياسة، حيث تبرز قيمة الحرية كشرط إنساني في التعايش. ولعل استقراء النماذج الفلسفية اللاحقة عليه أو حتى المعاصرة تبرز أن قيام أي دولة لم يكن سوى بتنازل بعض الأفراد عن بعض حقوقهم مقابل ضمان الدولة عيشهم بحرية. لكن ونحن نورد موقف اسبينوزا لايمكن إغفال بعض التوجهات الفلسفية السياسية اللاحقة التي انتقدت الخضوع للسلطة والمؤسسات، بل والدولة بشكل عام كالنظرية الماركسية.
2- نص هيجل، الكتاب المدرسي: في رحاب الفلسفة
1- السياق التاريخي والنظري:
تندرج نصوص هيغل في اللحظة التاريخية التي أعلن فيها أن الفلسفة لم يعد من موضوع لها، وأن العقل أكمل مسيرته وتحقق كليا مع الدولة البروسية. فالفلسفة الهيغيلية تعتبر ثاني فلسفة ألمانية بعد الفلسفة الكانطية. وأهم ما يميز هذه الفلسفة هو أنها نقلت العقل أو الروح إلى التحقق داخل الدولة معبرا عن اكتمال الفكرة الأخلاقية. ومن تم جعل هيغل العقل تاريخيا، فأصبح منطق العقل لايدرك ولا يظهر إلا في سياقه التاريخي.
2- صاحب النص:
يمكن اعتبار هيغل ( 1776-1831) الفيلسوف المؤسس لمشاريع فلسفية لاحقة عليه أهمها الماركسية.وتتميز حياة هيغل بلحظتين أساسيتين: -1لحظة اعتناق الكانطية رفقة كل من شلينغ وفيشت.2-لحظة تأسيس مسار فلسفي خاص. ومن تم بحث هيغل في الجدل عن القانون العام لحركة الفكر، الطبيعة، التاريخ، مادام أن كل موجود هو في تغير مستمر. وهذا الجدل يتعلق أساسا بجدل الفكر، إذ ما تعلمنا الفلسفة إياه أن العقل يدير العالم ويحكمه، ومن تم كان التاريخ هو حياة الروح، أي أن الفكر وهو يسير في الزمن، من أجل وعي ذاته من خلال الموجودات المختلفة وفي قمتها الإنسان. وينتهي هيغل إلى أن الجدل ليس اداة منهجية وبرهانية، بل هو الروح الحاملة والمحركة للتاريخ. وهنا ميز هيغل بين ثلاث مراحل في التاريخ :-1المرحلة الشرقية: حيث عرفت حرية فرد واحد هو الإمبراطور على حساب الشعب. 2- المرحلة الرومانية واليونانية حيث حصل تقدم نسبي، أصبحت فيه الحرية تشمل جماعة النبلاء 3- مرحلة الحضارة الألمانية حيث الكل أصبح حرا، وهنا أصبح ناطقا باسم الملكية البروسية التي اعتقد أنها تمثل مرحلة الوعي المطلق.
3- الإشكال:
إلى أي حد يمكن اعتبار الدولة تجسيدا للعقل؟
4- البنية المفاهيمية:
يحفل نص هيغل بمفاهيم متعددة أهمها: الفكرة الموضوعية: يعتبرها مبدأ روحيا وعقليا يتحقق في العالم الموضوعي والإجتماعي مشكلا بذلك دولة . يقول في كتابه" العقل في التاريخ": تشكل الدولة الواقعة الذي يجد فيه الكلي حريته الكاملة (...) والدولة أيضا هي محل تداخل كل أشكال الحياة الأخرى: فن، قانون، أخلاق (...) حيث تصبح الحرية موضوعية وتتحقق إيجابيا
5- الأطروحة:
إذا كان هيغل قد جعل للتاريخ قانونا متمثل في أن الحقيقة ما هي إلا التفتح المنطقي للأفكار الخالصة التي تظهر في التاريخ ،فإن الفكرة الكلية سوف لن تظهر إلا في الدولة باعتبارها أسمى تعبير عن إرادة الروح الموضوعي والإرادة الذاتية،و من تم فهذه الوحدة هي الغاية المطلقة للدولة باعتبارها تجميعا لمجموع الإرادات الذاتية لصالح الدولة. وإذا كان الأمر كذالك، فلا مجال للحديث عن رفض انخراط الفرد في الدولة، إذ أن وجوده الحقيقي والأخلاقي لايأخذ معناه إلا في انتمائه العضوي إلى الدولة.
6- الأفكار الأساسية :
- الدولة عند هيغل هي تحقق فعلي للفكرة الأخلاقية المتمثلة في الروح الموضوعي.
- إن الدولة ليست سوى اتحاد بين الروح الموضوعي والإرادات الذاتية للأفراد .
- إن الإشتراك مع الجماعة هو الغاية الحقة لسلوك حياة عامة وكونية .
7- البنية الحجاجية:
يتضمن النص أساليب استدلالية كالإثبات (إن الدولة هي التحقق الفعلي...) والنقد الذي من خلاله ينتقد التصور التعاقدي القائل بحصر مهمة الدولة في حفظ الأمن مستعملا في ذلك أسلوب الشرط (إذا... ينتج عن ذلك) وأسلوب الاستدلال (إن الإشتراك مع الجماعة... لأن مصير الأفراد )
8- الاستنتاج:
إن دولة العقل التي يرى هيغل ضرورة تأسيسها وانبثاقها في التاريخ، إنما تعبر عن وحدة الحياة العامة وكونيتها، مادامت الدولة من منظور هيغل هي تعبير عن روح الشعب((volkgeist، أي أنها تعبر عن الوعي الذي يحمله ذلك الشعب عن وجوده. ومن تم يرى هيغل أن الدولة هي الشكل التاريخي الخاص الذي تكتسب فيه الحرية وجودا موضوعيا. كما أن اعتبار الدولة تجمعا للتعايش بالمقياس الذي تخضع فيه الإرادات الذاتية للدولة، يعبر عن اختفاء التعارض بين الحرية والحتمية.
9- قيمة النص:
يبدو أن بحث هيغل الفلسفي عن دولة العقل التي تجمع بين الروح الموضوعي والإرادات الذاتية، إنما هو بحث عن عقلانية تؤسس للتاريخ وأحداثه، ومن تم سعى هيغل إلى تبرير كل ما يقع في التاريخ تبريرا عقليا، مادام أن كل ما يحدث يعبر عن ظهور الروح المطلق في التاريخ. ولعل هذا ما تبرزه عبارته الشهيرة " كل ما هو عقلي واقعي، وكل ماهو واقعي عقلي". فهذا الروح المطلق وهو حال في التاريخ ضيفا عند هذا الشعب أو ذاك، إنما يعي ذاته. وهذاالتبرير العقلي لكل ما يحدث في الواقع كشف عن منطق تبريري يتميز بالجبن خاصة وأن التاريخ أثبت أن الصراع / الحرب هي منطق التاريخ، وأن العقلانية لاتتأسس إلا عبر الصراع الدائم بين طبقات المجتمع كما جاء في النظرية الماركسية.
3- نص هوبز، الكتاب المدرسي: مباهج الفلسفة
1) السياق التاريخي والنظري: يندرج النص، موضوع الدراسة، في مجزوءة السياسة، وتحديدا ضمن مفهوم الدولة، ويتحدد موضوعه ضمن إشكال البحث عن مشروعية الدولة وغاياتها، وفي هذا الإطار يدافع هوبز في كتابه "التنين" عن التصور التعاقدي الذي بمقتضاه يتنازل الأفراد عن حقوقهم مقابل ضمان تعايشهم السالم والآمن.
2) صاحب النص: طوماس هوبز "1588-1679" فيلسوف إنجليزي، يعتبر أول من نظر لنظرية العقد الاجتماعي.
3) الإشكال: ما الغاية من قيام الدولة؟ هل الخوف والرعب كما هو الحال في حالة الطبيعة؟ أم التعايش الآمن كما هو الحال في المجتمع المدني؟.
4) البنية المفاهيمية: الحرب المزرية: وهي حرب تنتج عن إتباع الأفراد لأهوائهم حيث تكون الغلبة دائما للأقوى.
- قانون الأغلبية: وهو قانون يتفق بموجبه أفراد الشعب على اختيار شخص معين أو قانون معين أو قانون معين يكون بهدف الصالح العام.
5) الأطروحة: يتحدد موقف هوبز من خلال اعتباره أن بحث الإنسان عن الأمن والاستقرار معناه تج اوز حالة الطبيعة. أي حالة الحروب والنزاعات، وهي ما سماها بحرب الكل ضد الكل، وهو ما يقتضي تنازل الأفراد عن حقوقهم لصالح الحاكم القوي.
6) الأفكار الأساسية:
- مقارنة هوبز بين واقع الأفراد في حالة الطبيعة، وبين دخولهم في حالة المجتمع المدني القائم على أساس التعايش.
- تنازل وتفويض الأفراد لسلطة كل واحد منهم إلى رجل واحد يتميز بالقوة والسلامة لأنه الكفيل بالتوحيد بين الإرادات.
7) البنية الحجاجية: توسل صاحب النص بعدة حجاجية أهمها: وظيفة الربط والتفسير (بعبارة أخرى…وهي…( الإثبات ( إن البشر ذوو ولع طبيعي…)
8) قيمة النص: يندرج تصور توماس هوبز ضمن التحولات التي عرفها الفكر الفلسفي السياسي الحديث الذي أعلن عن نفسه من خلال نظرية العقد الاجتماعي إذ لم يعد النظر إلى الدولة كشكل من أشكال اليوتوبيات كما هو الأمر عند أفلاطون، بل أصبحت واقعا وموضوعا لممارسة التفكير الفلسفي.
4- نص لوك، الكتاب المدرسي: منار الفلسفة
1. تأطير النص
النص مقتطف من رسالة في التسامح لجون لوك ويندرج ضمن تصور فلسفي، يبحث الغاية من تأسيس الدولة وما تمنحه هذه الأخيرة من حقوق وواجبات على أفراد للمحافظة على سير الحياة الإنسانية ورفاهيتها.
هذا ما ميز فلسفات العقد الاجتماعي، التي تجلت بوضوح في العصر الحديث، التي مثل لوك روسو مونتيسكيو أهم أعلامها.
- جون لوك: فيلسوف انجليزي، ولد سنة 1632 وتوفي سنة 1704، من أعلام الفلسفة التجريبية وأحد مؤسس نظريات العقد الإجتماعي، وهي النظريات التي اعتبرت أن تحقيق الاستقرار في المجتمع كان نتيجة الأفراد عن بعض حقوقهم لصالح حاكم يتكفل بحياة حقوقهم وخلال أمنهم، أي عن طريق عقد ...... الشعب مع الحاكم.
- من أهم مؤلفاته: رسالة في الحكم المدني
- مقالة في الفهم البشري
- ثلاث رسائل في التسامح
3. الإشكال:
على ماذا تتأسس الدولة، وما الغاية من نشوئها؟
4. المفاهيم:
الدولة: هي مجموع المؤسسات التي تسهر على تسيير حياة المجتمع وضمان الأمن والحماية لمختلف أفراده.
الخيرات المدنية: مختلف الحقوق التي تمنحها الدولة لمواطنيها، والتي يحرص القانون على ضمانها.
الحاكم المدتني: هو الحاكم الشرعي، الذي يسهر على حماية هذه الحقوق ويعاقب كل من يمس بها.
5. الأطروحة:
إن الهدف الأسمى ، الذي نشأت جله الدولة، هو توفير الأمن لمختلف الأفراد، وضمان حق الملكية لهم.
6. الأفكار الأساسية:
‌أ. الوظيفة الأساسية للدولة، هي حماية ممتلكات الناس، وتوفير الأمن لهم.
‌ب. يجب على الحاكم معاقبة كل فرد أراد انتهاك القوانين، التي تضمن سير الحياة الاجتماعية.
‌ج. توفير الأمن لمختلف أفراد المجتمع ضمان حق الملكية لهم، تلك هي مهمة الحاكم.
7. الحجاج:
-القوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية، مفروضة على مختلف أفراده بالتساوي.
- يجب معاقبة كل من أراد انتهاك القوانين، التي تنظم الحياة الاجتماعية.
- الخوف من التعرض للعقاب، والخوف من ضياع مختلف الحقوق المدنية، يفرض احترام القانون.
8. استنتاج:
إن الغاية التي أنشئت من أجلها الدولة، هي توفير الأمن والسلم لمختلف أفراد المجتمع، وضمان حق الملكية، الذي يشمل مختلف الخيرات المادية. ولا يمكن لهذهالحقوق ما لم يتمتع الفرد بحقه في الحياة والحق في الحرية، كسند ودعامة للتمتع بمختلف الخيرات التي يسهر القانون على حمايتها.
9 . قيمة النص و راهنيته:
يعتبر هذا النص واحدا من النصوص التأسيسية، التي مهدت لتوسيع آفاق الفلسفة السياسية في العصر الحديث، وتكمن أهميته في محاولة الإجابة على إشكال أرق الفكر السياسي الحديث، وهو ما الغاية من تأسيس الدولة؟ وهو إشكال يحاول تتبع الكيفية التي نشأت بها الدولة وكذا أهدافها. وهو التساؤل الذي ما زالت كثير من الأمم لم تستطع الإجابة عنه، ومن هنا يضل النص معاصرا بالرغم من مرور أكثر من خمسة قرون على تأليفه.
هكذا إذن، تكون حماية الأمن والسلم لمختلف أفراد المجتمع وضمان حق الملكية لهم هو ما يبرر مشروعية الدولة والغاية من وجودها.

5- نص اسبينوزا، الكتاب المدرسي: منار الفلسفة
تأطير النص:
يندرج النص ضمن تصور فلسفي يطرح قضية مشروعية الدولة والغاية من نشوئها، وهي مسألة ميزت فلسفات العصر الحديث، وبالخصوص فلاسفة العقد الاجتماعي، الذين ناضلوا من أجل تحرير الأفراد وتوسيع مجال حريتهم.
اسبينوزا: فيلسوف هولندي، ولد سنة 1932 وتوفي سنة 1677، تأثر بالفلسفة الديكارتية، أعجب بالمنهج الرياضي ديكارت، وقد حاول تطبيقه – خصوصا المنهج الهندسي – في دراسته للأخلاق لا نظر كتاب علم الأخلاق).
اهتم اسبينوزا بالمسألة الدنية، وحاول الكشف عن علاقة الدين بالسياسة، وكذا علاقته بالفلسفة (انظر رسالة في اللاهوت ؤالسياسة..). و دلك من أجل إيجاد موطئ قدم للفلسفة كعلم مستقل بموضوعه ومنهجه عن مجال اللاهوت،وأيضا للدفاع عن الحرية كشرط أساسي للوجودالانساني.وللرد على أصحاب الرأي القائل بأن الحرية تؤدي إلى الفوضى.
يعتبر اسبينوزا واحد من أعلام نظريات العقد الإجتماعي، وقد عرف في هذا المدد بدفاعه أساسا عن الحرية، وبخاصة حرية التفكير والتعبير.
أ- إشكال النص :
على أي أساس تقوم الدولة؟ وما الغاية من وجودها؟
‌ب. المفاهيم:
السيادة: عرفها برودون بقوله: سلطة الدولة الدائمة والمطلقة, وللسيادة وجهان، داخل، البحث تكون الدولة الحكم في كل النزاعات الداخلية، وخارجي، تتمتع فيه الدولة بالاستقلالية وعدم الخضوع لأية أخرى.
الحق الطبيعي: مجموعة من الحقوق ذات الأساس المطابق لطبيعة الإنسان، من حيث هوانسان مثل الحق في الحياة والحرية، إلخ
ج الأطروحة:
يشير سبينوزا إلى أن الغاية من نشوء الدولة، هي حماية حرية الأفراد وسلامتهم، وفسح المجال أمام طقاتهم وقدراهم البدنية والعقلية والروحية.
د الأفكار الأساسية:
‌أ. ليست الغاية من تأسيس الدولة هي السيادة أو إخضاع الناس،بل هي تحريرهم من الخوف، أي تحقيق الأمن لهم.
‌ب. تهدف الدولة من جملة ما تهدف إلى إقصاء جوانب الحقد والكراهية، حتى تتيح للفرد إبراز طاقاته وقدراته.
‌ج. غاية الدولة تحقيق الحرية.
‌د. تحقيق السلم في المجتمع يتوقف على تخلي الفرد عن حقه في أن يسلك كما يشاء، دون أن يعني هذا تخلي الفرد عن حقه في التفكير والحكم.
‌ه. من حق الفرد أن يفكر كما يشاء، وأن يصدر أحكامه بحرية، مادام هذا التفكير وتلك الأحكام لا تتعارض مع قرارات السلطة العليا.
‌و. من سمات المواطن الصالح، بيانه لمواقع الزلل في القوانين التي تسنها الدولة دونما معارضة أو عصيان.
ه الحجاج:
‌أ. تحقيق السلم في المجتمع، رهين بتخلي كل فرد عن حقه في أن يسلك كما يشاء.
‌ب. كل من يسلك ضد إرادة الدولة، يكون مصيره العقاب.
‌ج. للفرد حق التفكير والتعبير مادام ليس هناك انتهاك للقوانين والقرارات التي تتخذها الدولة.
واستنتاج:
إن الغاية من قيام الدولة هي توسيع مساحة حرية الأفراد، وفسح المجال أمام طاقاتهم وقدراتهم البدنية والعقلية والروحية، ويتوقف تحقيق هذه الأهداف على تخلي الفرد عن حقه في أن يسلك كما يشاء، ومقابل هذا التنازل يتمتع الفرد بحرية كاملة في التعبير عن رأيه وأفكاره، ويظل الأفراد متمتعين بهذا الحق مادام تفكيرهم قائما على مبادئ العقل واحترام الآخرين، وأيضا مادام الأفراد لم يقوموا بأي فعل ن شأنه إلحاق الضرر بقرارات الدولة.
ز. قيمة النص وراهنيته:
يمثل موقف سبينوزا هذا، والذي يدافع فيه عن حرية التعبير وحق الأفراد في إبداء آرائهم وانتقاد القرارات والقوانين، التي تتخذها الدولة، قفزة مهمة في تاريخ الفكر البشري، إذ يمكن اعتباره الأرضية التي انطلقت منها دعوى حق الإنسان في التفكير والتعبير، وهذا بعد الحجر والوصاية، التي ظلت تمارسها عليه السلطات الدينية والسياسية لقرون طويلة. ومن هنا تظهر أهمية هذا النص في تاريخ الفكر البشري، وكذا راهنيته (الدفاع عن حق التعبير)، وهو الذي لازال هاجس عدد من الجهات والمنظمات الدولية في تحقيقه وتحصينه.
هكذا إذن يكون باروخ سبينوزا واحدا من الفلاسفة الأوائل الذين دافعوا عن حق الإنسان في التفكير والتعبير كما يشاء، واعتبروا غاية الدولة هي ضمان هذا الحق وتوسيع مساحة الحرية.
6- نص هيجل، الكتاب المدرسي: منار الفلسفة
1 تأطير النص:
يتصدى هذا النص لإشكالية أرقت الفكر السياسي في العصر الحديث، وهي إشكالية تأسيس الدولة والغاية من نشوئها. فإذا كانت الغاية من تأسيس الدولة لدى البعض هي فرض الأمن والحماية، وإذا حاول مفكرون آخرون توسيع الأهداف، التي نشأت من أجلها الدولة لتشمل ضمان حق الملكية والحرية، فإن هيجل ينتقد التصورين معا، ويعتبرهما قاصران عن الإحاطة بمضمةن نشوء الدولة وتحديد أهدافها. وفي هذا السياق يؤكد هيجل على أن دور الدولة ووظيفتها لا يتوقفان على الحماية والأمن، ولا يختزلان في فرض السيادة والإخضاع، بل يمتدان إلى نشر القيم الروحية والمبادئ العقلية، وهي قيم ومبادئ أساسية بالنسبة للمجتمع، حتى يتمكن الإنسان من تحقيق إنسانيته.
هيجل: ولد في شوتجارن سنة 1770 وتوفي 1831 متأثرا بمرض الكوليرا.
- يعتبر هيجل من أهم فلاسفة القرن التاسع عشر استطاع أن يجعل من فلسفته مذهبا تلتقي فيه كافة التيارات الفلسفية التي عرفها القرن الثامن عشر، كما امتد تأثير إلى الفلسفة المعاصرة حين عادت إلى كافة المذاهب الفلسفية للقرن العشرين إما للتعدد أو المراجعة أو التجاوز.
كان اهتمام هيجل بالتاريخ هو محور فلسفته السياسية والإجتماعية، إذ أصبح المنهج التاريخي – عنده – منهجا لدراسة كل النظم الفكرية ( الدينية، الفلسفية...)، وقد أكد هيكل في فلسفته للتاريخ على دور الأمة وأهمية الدولة لتجسيد للعقل وبذلك عارض ملفات القرن الثامن عشر التي جعلت من الفرد نقطة البدء.
- لم ينشر هيجل في حياته إلا عدد قليل من الكتب، وقد تكفل أصدقائه وتلاميذه بنشر معظم مؤلفاته، من أهمها: علم الجلال: فلسفة التاريخ: تاريخ الفلسفة: مبادئ فلسفة الحق... إلخ
المفاهيم:
- المجتمع المدني: يرتبط الإنسان حسب هيكل بثلاث تنظيمات تعكس مناحين
الحياة البشرية هي الأسرة والمجتمع المدني والدولة.
تقوم الأسرة على أساس روحي يجشده الزواج، لكن بل أنه الزواج هو رباط مؤقت ينتهي بالموت أو الطلاق، كان لابد أن تتجه العائلات نحو التجمع من أجل التعاون، وهذا ما أدى إلى ظهور المجتمع المدني، و هو المرحلة الثانية في الحياة البشرية حسب هيجل.
الروح الموضوعية: تجشد الدولة الروح الموضوعي من حيث هو إكمال الفكرة
وتحقيقها الكامل، لهذا فالانتماء إلى الدولة هو انتماء أخلاقي
إشكال النص:
ما الغاية التي أنشئت من أجلها الدولة؟
الأطروحة:
إن الدولة غاية في حد ذاتها باعتبارها نظاما أخلاقيا يكون في احترامه احتراما للعقل، لذلك كان من الواجب الانخراط في الدولة، فلا وجود لحرية الأفراد في غياب حرية الدولة، فمنها يستقي الأفراد حريتهم.
الأفكار الأساسية:
‌أ. تحديد غاية الدولة في حماية الملكية والحرية الشخصيتين يجعل مصلحة الأفراد غاية الدولة ويكون الانتماء إليها مسألة اختيارية.
‌ب. ينفي هيجل دور الأفراد داخل الدولة، ويعتبر مصيرهم مرتبط بمصير الدولة، التي تجسد الروح الموضوعية وتشمل الكل.
‌ج. الغاية الأساسية من نشوء الدولة هي نشر القيم الروحية والحفاظ عليها.
الحجاج:
حصر مهمة الدولة في حماية الملكية والحرية، يجعل مصلحة الأفراد الغاية القصوى من نشوء الدولة.
استنتاج:
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقتصر غاية الدولة على توفير الأمن والحرية، إذ عند هذا الحد ستكون مصلحة الأفراد الغاية القصوى من نشوء الدولة، وهو الأمر الذي يرفضه هيجل. ذلك أن غاية الدولة تتجاوز هذه النقطة، فهي عنده تجسيد للعقل، وبالتالي فلابد أن تمتد مهمتها إلى نشر القيم الروحية والمبادئ العقلية، وهذا ما يدفع هيجل إلى تسميتها بالروح الموضوعية أو الروح المطلق.
أحمد علي
أحمد علي
عضو مبدع
عضو مبدع

عدد المساهمات : 560
نقاط : 1705
تقييم : 301
تاريخ الميلاد : 08/01/1990
تاريخ التسجيل : 04/04/2015
العمر : 34

http://www.tunisiacreativity.com/forum
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع