العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث حول المنهج الجدلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 بحث حول المنهج الجدلي Empty بحث حول المنهج الجدلي

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الأحد 06 أبريل 2014, 14:42




المقــــــــــــدمة



 





لعله من البديهي الجزم بالقول إن جميع المناهج تعتبر أدوات حقيقية لضبط سلوك الأفراد وتحديد الدراسات الاجتماعية، وسنحاول في هذا البحث التطرق للمنهج التاريخي وذلك بتبيان معنى هذا المنهج  وما هي مبادئه وأدواته




يتكون التاريخ من الوقائع والأحداث والحقائق التاريخية, التي حدثت وظهرت في الماضي مرة واحدة ولن تتكرر أبدا على أساس أن التاريخ يستند إلى عنصر الزمن المتجه دوما إلى الأمام، دون تكرار أو رجوع إلى الوراء. 
ولدراسة الوقائع والأحداث أهمية كبرى في فهم ماضي الأفكار والحقائق والظواهر والحركات والمؤسسات والنظم، وفي محاولة فهم حاضرها والتنبؤ بأحكام وأحوال مستقبلها 
لذلك ظهرت أهمية وحتمية الدراسات التاريخية والبحوث العلمية التاريخية، التي تحاول بواسطة علم التاريخ ـ والمنهج التاريخي ـ أن تستعيد وتركب أحداث ووقائع الماضي بطريقة علمية في صورة حقائق علمية تاريخية، لفكرة من الأفكار، أو نظرية من النظريات،أو مدرسة من المدارس، أو مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية والسياسية والاقتصادية .
ولدراسة الوقائع والحوادث والظواهر التاريخية، دراسة علمية تعتمد على العقل والمنطق، لابد من استخدام المنهج العلمي التاريخي .




والسؤال المطروح إلى أي مدى يمكن أن نعتبر المنهج التاريخي منهجاً يمكن تطبيقه في مجال العلوم القانونيــة والإداريــــة؟ 
وللإجابة على هذا الإشكال، نقترح الخطة التالية:




خــطــة البــحــث
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

الفصــل الأول : مفاهيم أساسية للمنهج التاريخي

المبحث الأول: مفاهيم عامة للمنهج التاريخي

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي

المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي

المطلب الأول : عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي

المطلب الثاني : مقومات الباحث في المنهج التاريخي

الفصل الثاني : المنهج التاريخي والميادين الأخرى

المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى

المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والأسلوب العلمي

المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى

المبحث الثاني : تقييم المنهج التاريخي

المطلب الأول: مزايا المنهج التاريخي

المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي

الخــــاتمـة

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
الفصــــل الأول






مفــاهبم أساسيــة حــول المنهــج التــــاريخي
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

         المبحث الأول :   مفاهيم عامة للمنهج التاريخي .

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي    

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
لأن الحاضر هو جزء من التاريخ، أي من العملية التاريخية في حركتها الدائمة فهذا المنهج “ينشغل بدراسة قضايا المجتمع في الحاضر مبتدئا بمعرفة الواقع الاجتماعي بغرض تغيره، ومنشغلا بالتعرف علي تاريخ العملية الاجتماعية أي تاريخ المجتمع، كما أننا نجد العديد من المسميات الخاصة بالمنهج التاريخي في مؤلفات العلوم الاجتماعية كالآتي :
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

أ – المنهج التاريخي       {  historical method } 
  ب – الأسلوب التاريخي {  historical style } 
   ج – مدخل التاريخ          {   approach historical } 
      د – التحليل التاريخي      { analysis historical (1 )


ولقد عرف المنهج التاريخي عدة تعريفات عامة وخاصة, منها التعريف العام الذي يقرر صاحبه أنه: " الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية, كأساس لفهم المشاكل المعاصرة, والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل . . ) 2 (

كما عرف المنهج التاريخي أيضا بأنه: 
 - 
أداة البحث في المشكلات أو الظاهرات الإعلامية في بُعدها التاريخي أو هو سياق الوقائع والأحداث (وصف الماضي) ووصف الظاهرة الإعلامية وتسجيلها كما حدثت في الماضي مثل تسجيل المؤسسات والوسائل الإعلامية والبارزين فيها( 3) 



 

_________________________________________________________________

(1) منهجيات البحث الاجتماعي والإعلامي.سامية محمد جابر.- القاهرة: دار المعرفة، 2000 ص 245، 260 
(2) 
مناهج البحث العلمي:نظريا وتطبيقيا، محمد جلاء إدريس:الجامعة الإسلامية العالمية، 1998 ص 124 -125


(3) البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، محمد عبد الحميد.- القاهرة:عالم الكتب، 2000 ص262-26            

 

 - منهج إستردادي تاريخي 
يعتمد هذا المنهج علي استرداد التاريخ أو الماضي واكتشاف حلول للمشاكل الجارية علي ضوء ما تم في الماضي، ويعتمد كثيرا علي جمع المعلومات التاريخية ونقدها وتحليلها، ومن المناسب أن نشير إلي أن المحاسبة وخاصة (المحاسبة المالية) تعتمد كثيرا علي مبدأ (التكلفة التاريخية) في تسجيل الأحداث الماضية وفقها لقيمها التاريخية مما يعني إنها تعتمد علي منهج البحث الإسترادي في تسجيل الأحداث الماضية (1) .


ويعتبر هذا التعريف خاص بدارسي التاريخ وغيره من الأقسام الأخرى 
وهذا النوع من البحث ـ البحث التاريخي ـ يعتمد في الأساس علي مصادر كتبت من قبل، وذلك لأن موضوع دراسته هو البحث عن وقائع حدثت في الماضي وبالتالي يصعب علينا اختبارها في الوقت الحاضر. وفي اللغة العربية (التاريخ والتأريخ والتواريخ) تعني الإعلام بالوقت، وقد بدل تاريخ الشئ على غايته ووقته الذي ينتهي زمنه ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الحالية، وهو فن يبحث عن وقائع الزمان من ناحية التعين والتوقيت وموضوعة الإنسان والزمان ومسائلة أحواله المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة لإنسان في الزمان


- كما يعرف المنهج التاريخي في علم المكتبات 
والمنهج التاريخي هو منهج علمي لأنه يتبع خطوات المنهج العلمي في تحديد المشكلة وتجميع المعلومات الأساسية عنها ثم صياغة الفروض كلما أمكن ثم تجميع الأدلة التي نختبر بها الفروض.. ) 2 (


  - وهناك تعريف أيضا خاص بالمنهج التاريخ في مجال التربية 
 هو المنهج الذي يعتمد علي الظواهر التاريخية بعد وقوعها ويستفيد بالماضي في فهم وتفسير الحاضر  ) 3 ( 
مثال لاستخدام المنهج التاريخي في مجال التربية 
القيام بدراسات تاريخية لأهم تطورات التربية الرياضية في فترة زمنية معينة وانعكاسها علي ميادين ومجالات المجتمع المختلفة


 

 

___________________________________________________________________

(1) المحاسبة: بحوث واجتهادات.أبو الفتوح علي فضالة.- القاهرة، دار الكتب العلمية، 1992ص 20 . 
(2) منهج البحث التاريخي.حسن عثمان.- القاهرة: دار المعارف، 1980 
(3) مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات،أحمد بدر.- الرياض: دار المريخ 1988، ص 119


 

  المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي

       على ضوء التعاريف السابقة للمنهج التاريخي، يمكن إبراز أهمية هذا المنهج : ( كوهين، مانيون، ) 1990م .(

أ ــ يمكّن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة على ضوء خبرات الماضي .

ب ــ يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية .

جـ ــ يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها .

د ــ يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي .

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي

  المطلب الأول : عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي

    يتألف المنهج التاريخي من عناصر ومراحل متشابكة ومتداخلة ومترابطة ومتكاملة, في تكوين بناء المنهج التاريخي ومضمونه, وهي:

         1 ـ تحديد المشكلة العلمية التاريخية:

أي تحديد المشكلة أو الفكرة العلمية التاريخية التي تقوم حولها التساؤلات والاستفسارات التاريخية, الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي, لاستخراج فرضيات علمية تكّون الإجابة الصحيحة والثابتة لهذه التساؤلات.

وتعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا ودقيقا, من أول وسائل نجاح البحث التاريخي، في الوصول إلى الحقيقة التاريخية. لذا يشترط في عملية تحديد المشكلة الشروط التالية:

ـ يجب أن تكون المشكلة معبرة عن العلاقة بين متحولين أو أكثر.

ـ يجب أن تصاغ المشكلة صياغة جيدة وواضحة وكاملة جامعة مانعة.

ـ يجب أن تصاغ بطريقة جيدة ملائمة للبحث العلمي التجريبي والخبري… ( 1 )

_________________________________________________________________

        2 ـ جمع وحصر الوثائق التاريخية:

بعد عملية تحديد المشكلة, تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة المصادر والوثائق والآثار والتسجيلات المتصلة بعناصر المشكلة, ودراسة وتحليل هذه الوثائق بطريقة علمية للتأكد من صحتها وسلامة مضمونها .

ونظرا لأهمية وحيوية هذه المرحلة أطلق البعض على المنهج التاريخي اسم " منهج الوثائق", فالوثائق التاريخية هي جوهر المنهج التاريخي.

والوثيقة في اللغة الأداة والبينة المكتوبة الصحيحة والقاطعة في الإثبات.

وهي مأخوذة من وثق يثق ثقة أي ائتمنه, الشيء الوثيق الشيء المحكم.

أما في الاصطلاح فهي: "جميع الآثار التي خلفتها أفكار البشر القدماء."

والوثائق أوسع من النص المكتوب, حيث تشمل كافة الوثائق والمصادر والأدلة والشواهد التاريخية, أصيلة وأولية, أو ثانوية وتكميلية, مكتوبة أو غير مكتوبة, رسمية أو غير رسمية, مادية أو غير مادية, والتي تتضمن تسجيلا لحوادث ووقائع تاريخية, أو لبعض أجزائها وعناصرها, يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحث .  

        3 ـ نقد الوثائق التاريخية:

بعد عملية حصر وجمع الوثائق التاريخية, تأتي مرحلة فحص وتحليل هذه الوثائق, تحليلا علميا دقيقا, عن طريق استخدام كافة أنواع الاستدلالات والتجريب, للتأكد من مدى أصالة وهوية وصدق هذه الوثائق.

 وتعرف عملية التقييم والفحص والتحليل هذه, بعملية النقـد, وتتطلب صفات خاصة في الباحث, مثل: الحس التاريخي القوي, الذكاء اللماح, الإدراك العميق, الثقافة الواسعة والمعرفة المتنوعة, وكذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم الأخرى في تحليل ونقد الوثائق التاريخية مثل اللغة وعلم الكيمياء وعلم الأجناس, ومعرفة اللغات القديمة والحديثة.

وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.

           أ ـ النقد الخارجي للوثائق التاريخية: يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة, والتأكد من مدى صحتها, وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة, وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات, وإعادتها إلى حالتها الأولى.

ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق طرح الأسئلة التالية:

  ـ هل تطابق لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من أعمال المؤلف الأخرى, ومع الفترة التي كتبت    فيها الوثيقة؟

 ـ هل هناك تغيرات في الخطوط؟

 ـ هل هذا المخطوط أصلي, أم هو نسخة منقولة عن الأصل؟

 ـ هل يظهر المؤلف جهلا ببعض الأشياء التي كان من المفروض ان يعرفها؟

إلى غير ذلك من الأسئلة التي تتعلق بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة.

         ب ـ النقد الداخلي للوثائق التاريخية: وتتم عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي الإيجابي, وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتب ودقة معلوماته, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي السلبي.

ويمكن القيام بعملية النقد الداخلي بواسطة طرح الأسئلة التالية:

ـ هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟

ـ هل يملك المؤلف المهارات والقدرات والمعارف اللازمة, لتمكينه من ملاحظة الحوادث التاريخية وتسجيلها؟

ـ هل حالة المؤلف الصحية وسلامة حواسه وقدراته العقلية, تمكنه من الملاحظة العلمية الدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟

ـ هل ما كتبه المؤلف كان بناء على ملاحظته المباشرة, أم نقلا عن شهادات آخرين, أو اقتباسا من مصادر أخرى؟

ـ هل اتجاهات وشخصية المؤلف تؤثر في موضوعية التأليف, في ملاحظته وتقريره للحوادث التاريخية؟

وما إلى ذلك من الأسئلة التي يمكن أن تضبط الأمر.

بعض قواعد التحليل والنقد:

وضع Van Dalen بعض القواعد والمبادئ التي تساعد على عملية النقد وتحليل الوثائق التاريخية منها:

1 ـ لا تقرأ في الوثائق التاريخية القديمة مفاهيم وأفكار أزمنة لاحقة ومتأخرة.

2 ـ لا تتسرع في الحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثا معينة, لأنه لم يذكرها, ولا يعتبر عدم ذكر الأحداث في الوثائق دليل على عدم وقوعها.

3 ـ لا تبالغ في تقدير قيمة المصدر التاريخي, بل أعطيه قيمته العلمية الحقيقة.

4 ـ لا تكتف بمصدر واحد فقط ولو كان قاطع الدلالة والصدق, بل حاول كلما أمكن ذلك تأييده بمصادر أخرى.

5 ـ إن الأخطاء المتماثلة في مصدرين أو أكثر, تدل على نقلها على بعضها البعض, أو نقلها من مصدر واحد مشترك.

6 ـ الوقائع التي يتفق عليها الشهود والأكثر كفاية وحجة, تعتبر مقبولة.

7 ـ يجب تأييد وتدعيم الشهادات والأدلة الرسمية الشفوية والكتابية, بالشهادات والأدلة غير الرسمية كلما أمكن ذلك.

8 ـ اعترف بنسبية الوثيقة التاريخية, فقد تكون دليلا قويا وكافيا في نقطة معينة, ولا تعتبر كذلك في نقطة أو نقاط أخرى.

4 ـ عملية التركيب والتفسير:

أي مرحلة صياغة الفرضيات والقوانين المفسرة للحقيقة التاريخية, فبعد القيام بعمليتي الجمع والنقد, يكون الباحث قد تحصل على المعلومات والحقائق التاريخية اليقينية, المبعثرة والمتفرقة.

فتأتي عملية التركيب والتفسير التاريخي, وعملية استعادة الوقائع والأحداث التاريخية Reconstruction أو التركيب والتفسير التاريخي للوقائع, هي تنظيم الحقائق التاريخية الجزئية المتناثرة والمتفرقة, وبنائها في صورة أو فكرة متكاملة وجيدة من ماضي الإنسانية.

وتتضمن عملية التركيب والتفسير المراحل التالية:

1 ـ تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحصل عليها, وللموضوع ككل الذي تدور حوله الحقائق التاريخية المجمعة.

2 ـ تنظيم المعلومات والحقائق الجزئية والمتفرقة, وتصنيفها وترتيبها على أساس معايير ومقاييس منطقية, بحيث تتجمع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في مجموعات وفئات مختلفة.

3 ـ ملء الثغرات التي تظهر بعد عملية التوصيف والتصنيف والترتيب للمعلومات, في إطار وهيكل مرتب منظم. وتتم عملية ملء الفراغات هذه عن طريق المحاكمة, التي قد تكون محاكمة تركيبية سلبية, عن طريق إسقاط الحادث الناقص في الوثائق التاريخية على أساس أن السكوت حجة, وقد تكون المحاكمة ايجابية, بواسطة استنتاج حقيقة أو حقائق تاريخية لم تشر إليها الوثائق, من حقيقة تاريخية أثبتتها الوثائق والأدلة التاريخية باستعمال منهج الاستدلال.

4 ـ ربط الحقائق التاريخية بواسطة علاقات حتمية وسببية قائمة بينها, أي عملية التسبيب والتعليل التاريخي, وهي عملية البحث عن الأسباب التاريخية والتعليلات المختلفة.

فعملية التركيب والبناء لا تتحقق بمجرد جمع المعلومات والحقائق من الوثائق, بل هي عملية البحث والكشف والتفسير والتعليل عن أسباب الحوادث, وعن علاقات الحتمية والسببية التاريخية للوقائع والحوادث التاريخية.

وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي, باستخراج وبناء النظريات والقوانين العلمية والثابتة في الكشف عن الحقائق العلمية… ( 1 )

 المطلب الثاني : مقومات الباحث في المنهج التاريخي          

      - أي أن هناك العديد من الشروط التي من الطبيعي أن تتوافر في شخصية الباحث التاريخي وهي:

 -1    أن يكون الباحث ملماً باللغات الأصلية لموضوع البحث بالإضافة إلي لغة من لغات أوربا الشائعة .
 -2   
 أن يكون لدية القدرة علي فهم وتفسير القضايا تفسير صحيح .
 -3    
الإلمام بعلم الوثائق أو الدبلومات أي يكون علي دراية بالمصطلحات الخاصة بوثائق العصر الذي يبحث فيه .
 -4   
 أن يكون علي دراية بعلوم الأختام والنقود والاقتصاد والجغرافيا وغيرها من العلوم الأخرى التي يمكن من خلالها          الإلمام بموضوع البحث حيث أن التاريخ مرتبط بغيرة من العلوم الأخرى .


 

 

 

 

 

 

 

 



 

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
الفصـــل الثــاني
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

                          المنهـج التــاريخي و الميـاديـن الأخــــرى

              المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى  

   المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والاسلوب العلمي 
         -يتبادر إلى الذهن ـ دائماً ـ السؤال حول ما إذا كان الأسلوب التاريخي أسلوباً علمياً يعتمد على المنهجية العلمية في دراسة الظواهر و المشكلات و الأحداث ، و الوصول بتلك الدراسة إلى إطلاق الفروض و استخلاص النتائج .
وللإجابة على ذلك السؤال نقول : إن هناك ثمة فرق بين الأسلوبين وثمة اتفاق بينهما . ويرجع ذلك الاختلاف وذلك الاتفاق لكون الأسلوبان يضمان في جوانبهما سمات تميزهما عن بعض مما يُعطي لكل منهما جانباً من الخصوصية و التفرد 
وحول هذه القضية ، فإن هناك وجهتا نظر 
النظرة الأولى تكمن في 
  أوجه الاتفاق بين الأسلوبين في الأمور التالية: 
        1 -انتقاء المشكلة وتحديدها . 
        2-وضع الفرضيات اللازمة لتفسير الظاهرة 
        3-جمع المعلومات .
        4-نقد المادة 
        5-تفسير واستخلاص النتائج 
النظرة الأخرى تتمثل في 
أوجه الاختلاف بين المنهج التاريخي و العلمي ، وذلك في عدة أمور: 
    1-الأسلوب التاريخي لا يعتمد على التجربة العلمية المضبوطة ، بمعنى أن الحقائق و الأحداث لا يمكن أن تكرر بصورتها ، وذلك بسبب اختلاف العوامل المؤثرة 
   2-المصادر التاريخية في المعرفة غير مباشرة مثل الملاحظات العلمية ، بل تعتمد على الآثار و السجلات و الوثائق و المخطوطات وغيرها .
    3-لا يستطيع الباحث التاريخي الوصول إلى كل الحقيقة ، وذلك لعدة أسباب منها ما يتعلق بالبعد الزمني و المكاني . ومنها ما يتعلق بصحة الأحداث وصعوبة الحصول على المادة التاريخية 
    4-لا يمكن عن طريق الأسلوب التاريخي أن نُعم النتائج أو القوانين بالدقة التي يحصل عليها الباحث في الأسلوب العلمي وذلك لعدة أسباب منها 
تعقد البيانات الاجتماعية مقارنة بالبيانات الطبيعية .
الطبيعة المتغيرة للظواهر الاجتماعية مقارنة بالثبات النسبي للبيانات العلمية .
ضياع كثير من المعلومات التاريخية .
  المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى


[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
أ- أهمية المنهج التاريخي في المجالات التربوية :
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

ـ توفر الدراسات والبحوث التاريخية محتوى معرفياً علمياً لتاريخ التربية والتعليم في دولة معينة أو في دول العالم المختلفة، ويُستخدم هذا المحتوى في الإعداد المهني للمعلمين والمشتغلين بالأمور التربوية والتعليمية.

2 ـ تزودنا نتائج البحوث التاريخية بمعرفة عن : الأهداف ومحتوى المقررات وطرق التدريس وأساليب التقويم وأسلوب إعداد المعلم، وغير ذلك من القضايا والسياسات التعليمية التي اتُبِعت في الماضي، ومثل هذه المعرفة لها أهميتها في تحديد العمليات والخطوات اللازمة لتطوير التعليم في الحاضر والمستقبل.

3 ـ تمكننا البحوث التاريخية من تفسير الكثير من الممارسات والمشكلات التعليمية القائمة في الواقع التعليمي في حاضره ومدى ارتباطها بهذه الجذور التاريخية، ومن أمثلة ذلك مشكلة الأمية، ومشكلة التفاوت في المستوى العلمي والمهني لمعلمي المرحلة الابتدائية.

4 ـ تكشف لنا البحوث التاريخية جوانب أصيلة في تراثنا التربوي العربي والإسلامي في مجال النظرية والتطبيق التربويين، وهذا يتيح الفرص للاستفادة منه وتحسين عمليات التربية والتعليم ونواتجها في الحاضر والمستقبل.

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
ب-تطبيق المنهج التاريخي في ميدان الدراسات القانونية :
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

يضطلع المنهج التاريخي بدور هام وأساسي في ميدان الدراسات والبحوث العلمية القانونية والإدارية, التي تتمحور حول الوقائع والأحداث والظواهر القانونية, المتحركة والمتطورة والمتغيرة, باعتبارها وقائع وأحداث وظواهر إنسانية في الأصل.

فيقدم المنهج التاريخي الطريقة العلمية الصحيحة, للكشف عن الحقائق العلمية التاريخية للنظم والأصول والمدارس والنظريات والأفكار القانونية والإدارية والتنظيمية.

إن المنهج التاريخي هو الذي يقود إلى معرفة الأصول والنظم والفلسفات والأسس التي يستمد منها النظم والقواعد والمبادئ والأفكار القانونية والتنظيمية الحاضرة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة الوثائق التاريخية, وتحليلها ونقدها, وتركيبها وتفسيرها, لمعرفة وفهم حاضر فلسفات ونظم وقواعد ومبادئ الأفكار القانونية السائدة, والسارية المفعول, والقيام بالبحوث والدراسات العلمية المقارنة, لفهم واقع النظم القانونية والإدارية المعاصرة فهما سليما حقيقيا أولا, ولتطويرها بما يجعلها أكثر ملائمة وتفاعلا وانسجاما مع واقع البيئة والحياة المعاصرة ثانيا.

فبواسطة المنهج التاريخي أمكن ويمكن معرفة الحقائق العلمية والتاريخية, عن أصل وأساس وغاية القانون, في كافة مراحل وعصور ماضي التاريخ الإنساني في الغابر بطريقة علمية صحيحة.

كما أمكن التعرف على الأحكام والنظريات القانونية القديمة   والماضية, مثل النظام القانوني والإداري الإغريقي والروماني, النظام القانوني الإداري الإسلامي, الجزائري, الصيني, الهندي...

   المبحث الثاني : تقييم المنهج التاريخي

  المطلب الأول : مزايا المنهج التاريخي

   من مزايا المنهج التاريخي ) عدس، وآخرون، 2003م (

1- يعتمد المنهج التاريخي الأسلوب العلمي في البحث. فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة، وهي: الشعور بالمشكلة، وتحديدها، وصياغة الفروض المناسبة، ومراجعة الكتابات السابقة، وتحليل النتائج وتفسيرها وتعميمها.

2-    اعتماد الباحث على المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحث إذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذه المصادر.

  المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي :

    من عيوب المنهج التاريخي : ) فان دالين، 1994م (

1-    أن المعرفة التاريخية ليست كاملة، بل تقدم صورة جزئية للماضي؛ نظراً لطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي، ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها، من مثل: التلف والتزوير والتحيز .

2- صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في الظاهرة التاريخية محل الدراسة؛ نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباً مختلفاً وتفسيراً مختلفاً.

3- صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها؛ وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة، إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجة على غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية.

4- صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب، الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي.

 

 

  الخـــاتمـة :

         يقدم المنهج التاريخي للباحث عونا كبيراً في مجالات الكشف عن الحقائق ، بإلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية . بإعتبارأن الحاضر وليد الماضي وذلك إنطلاقاً من عدة عناصر ومراحل مترابطة ومتكاملة تجسدها وتعكسها شخصية الباحث الكفؤ، إلا أن هناك مواضيع تتطلب أكثر من المنهج التاريخي للبحث فيها، كما أن بعضها يحتاج إلى منهج يتجه إلى الوصف، وعليه فإن المنهج التاريخي رغم أهميته البالغة إلا أنه لا يكفي كمنهج وحيد للبحث القانوني، إلا أننا نجد من يقول بإمكانية الإعتماد على منهج آخر بالكلية،وهو المنهج الجدلي فهل الأمر كذلك حقاً.

_________________________________________________________________





[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
الفـــــــهرس
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

المقـــدمــــة

الفصل الأول : مفاهيم أساسية للمنهج التاريخي 01_______________

المبحث الأول: مفاهيم عامة للمنهج التاريخي 01__________________

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي 01____________________

المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي 03______________________

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي _________________ 03

المطلب الأول: عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي 03____________

المطلب الثاني: مقومات الباحث في المنهج التاريخي 07_____________

الفصل الثاني : المنهج التاريخي والميادين الأخرى 08______________

المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى 08__________    

المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والأسلوب العلمي 08______

المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى 09_____

المبحث الثاني: تقييم المنهج التاريخي _____________________ 10

المطلب الأول : مزايا المنهج التاريخي 10____________________

المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي 11___________________

الخــــاتمـة

الفهرس _________________________________ 12

 

لاترحل دون وضع ردووووووووووود مشجعة

من إعداد : عماد الدين



[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
المقــــــــــــدمة
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]
 


 

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
 





 




لعله من البديهي الجزم بالقول إن جميع المناهج تعتبر أدوات حقيقية لضبط سلوك الأفراد وتحديد الدراسات الاجتماعية، وسنحاول في هذا البحث التطرق للمنهج التاريخي وذلك بتبيان معنى هذا المنهج  وما هي مبادئه وأدواته




يتكون التاريخ من الوقائع والأحداث والحقائق التاريخية, التي حدثت وظهرت في الماضي مرة واحدة ولن تتكرر أبدا على أساس أن التاريخ يستند إلى عنصر الزمن المتجه دوما إلى الأمام، دون تكرار أو رجوع إلى الوراء. 
ولدراسة الوقائع والأحداث أهمية كبرى في فهم ماضي الأفكار والحقائق والظواهر والحركات والمؤسسات والنظم، وفي محاولة فهم حاضرها والتنبؤ بأحكام وأحوال مستقبلها 
لذلك ظهرت أهمية وحتمية الدراسات التاريخية والبحوث العلمية التاريخية، التي تحاول بواسطة علم التاريخ ـ والمنهج التاريخي ـ أن تستعيد وتركب أحداث ووقائع الماضي بطريقة علمية في صورة حقائق علمية تاريخية، لفكرة من الأفكار، أو نظرية من النظريات،أو مدرسة من المدارس، أو مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية والسياسية والاقتصادية .
ولدراسة الوقائع والحوادث والظواهر التاريخية، دراسة علمية تعتمد على العقل والمنطق، لابد من استخدام المنهج العلمي التاريخي .




والسؤال المطروح إلى أي مدى يمكن أن نعتبر المنهج التاريخي منهجاً يمكن تطبيقه في مجال العلوم القانونيــة والإداريــــة؟ 
وللإجابة على هذا الإشكال، نقترح الخطة التالية:




خــطــة البــحــث
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

الفصــل الأول : مفاهيم أساسية للمنهج التاريخي

المبحث الأول: مفاهيم عامة للمنهج التاريخي

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي

المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي

المطلب الأول : عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي

المطلب الثاني : مقومات الباحث في المنهج التاريخي

الفصل الثاني : المنهج التاريخي والميادين الأخرى

المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى

المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والأسلوب العلمي

المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى

المبحث الثاني : تقييم المنهج التاريخي

المطلب الأول: مزايا المنهج التاريخي

المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي

الخــــاتمـة

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
الفصــــل الأول
[size][color][font]
[size=undefined]
[size=undefined]

 

[/size]
[/size]
[/font][/color][/size]
مفــاهبم أساسيــة حــول المنهــج التــــاريخي





Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 بحث حول المنهج الجدلي Empty رد: بحث حول المنهج الجدلي

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الأحد 06 أبريل 2014, 14:42

[size=undefined]

         المبحث الأول :   مفاهيم عامة للمنهج التاريخي .

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي    


[/size]
لأن الحاضر هو جزء من التاريخ، أي من العملية التاريخية في حركتها الدائمة فهذا المنهج “ينشغل بدراسة قضايا المجتمع في الحاضر مبتدئا بمعرفة الواقع الاجتماعي بغرض تغيره، ومنشغلا بالتعرف علي تاريخ العملية الاجتماعية أي تاريخ المجتمع، كما أننا نجد العديد من المسميات الخاصة بالمنهج التاريخي في مؤلفات العلوم الاجتماعية كالآتي :

[size=undefined]

أ – المنهج التاريخي       {  historical method } 
  ب – الأسلوب التاريخي {  historical style } 
   ج – مدخل التاريخ          {   approach historical } 
      د – التحليل التاريخي      { analysis historical (1 )


ولقد عرف المنهج التاريخي عدة تعريفات عامة وخاصة, منها التعريف العام الذي يقرر صاحبه أنه: " الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية, كأساس لفهم المشاكل المعاصرة, والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل . . ) 2 (

كما عرف المنهج التاريخي أيضا بأنه: 
 - 
أداة البحث في المشكلات أو الظاهرات الإعلامية في بُعدها التاريخي أو هو سياق الوقائع والأحداث (وصف الماضي) ووصف الظاهرة الإعلامية وتسجيلها كما حدثت في الماضي مثل تسجيل المؤسسات والوسائل الإعلامية والبارزين فيها ).. 3 ( 



 

_________________________________________________________________

(1) منهجيات البحث الاجتماعي والإعلامي.سامية محمد جابر.- القاهرة: دار المعرفة، 2000 ص 245، 260 
(2) 
مناهج البحث العلمي:نظريا وتطبيقيا، محمد جلاء إدريس:الجامعة الإسلامية العالمية، 1998 ص 124 -125


(3) البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، محمد عبد الحميد.- القاهرة:عالم الكتب، 2000 ص262-26            

 

 - منهج إستردادي تاريخي 
يعتمد هذا المنهج علي استرداد التاريخ أو الماضي واكتشاف حلول للمشاكل الجارية علي ضوء ما تم في الماضي، ويعتمد كثيرا علي جمع المعلومات التاريخية ونقدها وتحليلها، ومن المناسب أن نشير إلي أن المحاسبة وخاصة (المحاسبة المالية) تعتمد كثيرا علي مبدأ (التكلفة التاريخية) في تسجيل الأحداث الماضية وفقها لقيمها التاريخية مما يعني إنها تعتمد علي منهج البحث الإسترادي في تسجيل الأحداث الماضية (1) .


ويعتبر هذا التعريف خاص بدارسي التاريخ وغيره من الأقسام الأخرى 
وهذا النوع من البحث ـ البحث التاريخي ـ يعتمد في الأساس علي مصادر كتبت من قبل، وذلك لأن موضوع دراسته هو البحث عن وقائع حدثت في الماضي وبالتالي يصعب علينا اختبارها في الوقت الحاضر. وفي اللغة العربية (التاريخ والتأريخ والتواريخ) تعني الإعلام بالوقت، وقد بدل تاريخ الشئ على غايته ووقته الذي ينتهي زمنه ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الحالية، وهو فن يبحث عن وقائع الزمان من ناحية التعين والتوقيت وموضوعة الإنسان والزمان ومسائلة أحواله المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة لإنسان في الزمان


- كما يعرف المنهج التاريخي في علم المكتبات 
والمنهج التاريخي هو منهج علمي لأنه يتبع خطوات المنهج العلمي في تحديد المشكلة وتجميع المعلومات الأساسية عنها ثم صياغة الفروض كلما أمكن ثم تجميع الأدلة التي نختبر بها الفروض.. ) 2 (


  - وهناك تعريف أيضا خاص بالمنهج التاريخ في مجال التربية 
 هو المنهج الذي يعتمد علي الظواهر التاريخية بعد وقوعها ويستفيد بالماضي في فهم وتفسير الحاضر  ) 3 ( 
مثال لاستخدام المنهج التاريخي في مجال التربية 
القيام بدراسات تاريخية لأهم تطورات التربية الرياضية في فترة زمنية معينة وانعكاسها علي ميادين ومجالات المجتمع المختلفة


 

 

___________________________________________________________________

(1) المحاسبة: بحوث واجتهادات.أبو الفتوح علي فضالة.- القاهرة، دار الكتب العلمية، 1992ص 20 . 
(2) منهج البحث التاريخي.حسن عثمان.- القاهرة: دار المعارف، 1980 
(3) مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات،أحمد بدر.- الرياض: دار المريخ 1988، ص 119


 

  المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي

       على ضوء التعاريف السابقة للمنهج التاريخي، يمكن إبراز أهمية هذا المنهج : ( كوهين، مانيون، ) 1990م .(

أ ــ يمكّن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة على ضوء خبرات الماضي .

ب ــ يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية .

جـ ــ يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها .

د ــ يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي .

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي

  المطلب الأول : عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي

    يتألف المنهج التاريخي من عناصر ومراحل متشابكة ومتداخلة ومترابطة ومتكاملة, في تكوين بناء المنهج التاريخي ومضمونه, وهي:

         1 ـ تحديد المشكلة العلمية التاريخية:

أي تحديد المشكلة أو الفكرة العلمية التاريخية التي تقوم حولها التساؤلات والاستفسارات التاريخية, الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي, لاستخراج فرضيات علمية تكّون الإجابة الصحيحة والثابتة لهذه التساؤلات.

وتعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا ودقيقا, من أول وسائل نجاح البحث التاريخي، في الوصول إلى الحقيقة التاريخية. لذا يشترط في عملية تحديد المشكلة الشروط التالية:

ـ يجب أن تكون المشكلة معبرة عن العلاقة بين متحولين أو أكثر.

ـ يجب أن تصاغ المشكلة صياغة جيدة وواضحة وكاملة جامعة مانعة.

ـ يجب أن تصاغ بطريقة جيدة ملائمة للبحث العلمي التجريبي والخبري… ( 1 )

_________________________________________________________________

        2 ـ جمع وحصر الوثائق التاريخية:

بعد عملية تحديد المشكلة, تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة المصادر والوثائق والآثار والتسجيلات المتصلة بعناصر المشكلة, ودراسة وتحليل هذه الوثائق بطريقة علمية للتأكد من صحتها وسلامة مضمونها .

ونظرا لأهمية وحيوية هذه المرحلة أطلق البعض على المنهج التاريخي اسم " منهج الوثائق", فالوثائق التاريخية هي جوهر المنهج التاريخي.

والوثيقة في اللغة الأداة والبينة المكتوبة الصحيحة والقاطعة في الإثبات.

وهي مأخوذة من وثق يثق ثقة أي ائتمنه, الشيء الوثيق الشيء المحكم.

أما في الاصطلاح فهي: "جميع الآثار التي خلفتها أفكار البشر القدماء."

والوثائق أوسع من النص المكتوب, حيث تشمل كافة الوثائق والمصادر والأدلة والشواهد التاريخية, أصيلة وأولية, أو ثانوية وتكميلية, مكتوبة أو غير مكتوبة, رسمية أو غير رسمية, مادية أو غير مادية, والتي تتضمن تسجيلا لحوادث ووقائع تاريخية, أو لبعض أجزائها وعناصرها, يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحث .  

        3 ـ نقد الوثائق التاريخية:

بعد عملية حصر وجمع الوثائق التاريخية, تأتي مرحلة فحص وتحليل هذه الوثائق, تحليلا علميا دقيقا, عن طريق استخدام كافة أنواع الاستدلالات والتجريب, للتأكد من مدى أصالة وهوية وصدق هذه الوثائق.

 وتعرف عملية التقييم والفحص والتحليل هذه, بعملية النقـد, وتتطلب صفات خاصة في الباحث, مثل: الحس التاريخي القوي, الذكاء اللماح, الإدراك العميق, الثقافة الواسعة والمعرفة المتنوعة, وكذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم الأخرى في تحليل ونقد الوثائق التاريخية مثل اللغة وعلم الكيمياء وعلم الأجناس, ومعرفة اللغات القديمة والحديثة.

وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.

           أ ـ النقد الخارجي للوثائق التاريخية: يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة, والتأكد من مدى صحتها, وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة, وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات, وإعادتها إلى حالتها الأولى.

ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق طرح الأسئلة التالية:

  ـ هل تطابق لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من أعمال المؤلف الأخرى, ومع الفترة التي كتبت    فيها الوثيقة؟

 ـ هل هناك تغيرات في الخطوط؟

 ـ هل هذا المخطوط أصلي, أم هو نسخة منقولة عن الأصل؟

 ـ هل يظهر المؤلف جهلا ببعض الأشياء التي كان من المفروض ان يعرفها؟

إلى غير ذلك من الأسئلة التي تتعلق بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة.

         ب ـ النقد الداخلي للوثائق التاريخية: وتتم عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي الإيجابي, وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتب ودقة معلوماته, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي السلبي.

ويمكن القيام بعملية النقد الداخلي بواسطة طرح الأسئلة التالية:

ـ هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟

ـ هل يملك المؤلف المهارات والقدرات والمعارف اللازمة, لتمكينه من ملاحظة الحوادث التاريخية وتسجيلها؟

ـ هل حالة المؤلف الصحية وسلامة حواسه وقدراته العقلية, تمكنه من الملاحظة العلمية الدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟

ـ هل ما كتبه المؤلف كان بناء على ملاحظته المباشرة, أم نقلا عن شهادات آخرين, أو اقتباسا من مصادر أخرى؟

ـ هل اتجاهات وشخصية المؤلف تؤثر في موضوعية التأليف, في ملاحظته وتقريره للحوادث التاريخية؟

وما إلى ذلك من الأسئلة التي يمكن أن تضبط الأمر.

بعض قواعد التحليل والنقد:

وضع Van Dalen بعض القواعد والمبادئ التي تساعد على عملية النقد وتحليل الوثائق التاريخية منها:

1 ـ لا تقرأ في الوثائق التاريخية القديمة مفاهيم وأفكار أزمنة لاحقة ومتأخرة.

2 ـ لا تتسرع في الحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثا معينة, لأنه لم يذكرها, ولا يعتبر عدم ذكر الأحداث في الوثائق دليل على عدم وقوعها.

3 ـ لا تبالغ في تقدير قيمة المصدر التاريخي, بل أعطيه قيمته العلمية الحقيقة.

4 ـ لا تكتف بمصدر واحد فقط ولو كان قاطع الدلالة والصدق, بل حاول كلما أمكن ذلك تأييده بمصادر أخرى.

5 ـ إن الأخطاء المتماثلة في مصدرين أو أكثر, تدل على نقلها على بعضها البعض, أو نقلها من مصدر واحد مشترك.

6 ـ الوقائع التي يتفق عليها الشهود والأكثر كفاية وحجة, تعتبر مقبولة.

7 ـ يجب تأييد وتدعيم الشهادات والأدلة الرسمية الشفوية والكتابية, بالشهادات والأدلة غير الرسمية كلما أمكن ذلك.

8 ـ اعترف بنسبية الوثيقة التاريخية, فقد تكون دليلا قويا وكافيا في نقطة معينة, ولا تعتبر كذلك في نقطة أو نقاط أخرى.

4 ـ عملية التركيب والتفسير:

أي مرحلة صياغة الفرضيات والقوانين المفسرة للحقيقة التاريخية, فبعد القيام بعمليتي الجمع والنقد, يكون الباحث قد تحصل على المعلومات والحقائق التاريخية اليقينية, المبعثرة والمتفرقة.

فتأتي عملية التركيب والتفسير التاريخي, وعملية استعادة الوقائع والأحداث التاريخية Reconstruction أو التركيب والتفسير التاريخي للوقائع, هي تنظيم الحقائق التاريخية الجزئية المتناثرة والمتفرقة, وبنائها في صورة أو فكرة متكاملة وجيدة من ماضي الإنسانية.

وتتضمن عملية التركيب والتفسير المراحل التالية:

1 ـ تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحصل عليها, وللموضوع ككل الذي تدور حوله الحقائق التاريخية المجمعة.

2 ـ تنظيم المعلومات والحقائق الجزئية والمتفرقة, وتصنيفها وترتيبها على أساس معايير ومقاييس منطقية, بحيث تتجمع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في مجموعات وفئات مختلفة.

3 ـ ملء الثغرات التي تظهر بعد عملية التوصيف والتصنيف والترتيب للمعلومات, في إطار وهيكل مرتب منظم. وتتم عملية ملء الفراغات هذه عن طريق المحاكمة, التي قد تكون محاكمة تركيبية سلبية, عن طريق إسقاط الحادث الناقص في الوثائق التاريخية على أساس أن السكوت حجة, وقد تكون المحاكمة ايجابية, بواسطة استنتاج حقيقة أو حقائق تاريخية لم تشر إليها الوثائق, من حقيقة تاريخية أثبتتها الوثائق والأدلة التاريخية باستعمال منهج الاستدلال.

4 ـ ربط الحقائق التاريخية بواسطة علاقات حتمية وسببية قائمة بينها, أي عملية التسبيب والتعليل التاريخي, وهي عملية البحث عن الأسباب التاريخية والتعليلات المختلفة.

فعملية التركيب والبناء لا تتحقق بمجرد جمع المعلومات والحقائق من الوثائق, بل هي عملية البحث والكشف والتفسير والتعليل عن أسباب الحوادث, وعن علاقات الحتمية والسببية التاريخية للوقائع والحوادث التاريخية.

وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي, باستخراج وبناء النظريات والقوانين العلمية والثابتة في الكشف عن الحقائق العلمية… ( 1 )

 المطلب الثاني : مقومات الباحث في المنهج التاريخي          

      - أي أن هناك العديد من الشروط التي من الطبيعي أن تتوافر في شخصية الباحث التاريخي وهي:

 -1    أن يكون الباحث ملماً باللغات الأصلية لموضوع البحث بالإضافة إلي لغة من لغات أوربا الشائعة .
 -2   
 أن يكون لدية القدرة علي فهم وتفسير القضايا تفسير صحيح .
 -3    
الإلمام بعلم الوثائق أو الدبلومات أي يكون علي دراية بالمصطلحات الخاصة بوثائق العصر الذي يبحث فيه .
 -4   
 أن يكون علي دراية بعلوم الأختام والنقود والاقتصاد والجغرافيا وغيرها من العلوم الأخرى التي يمكن من خلالها          الإلمام بموضوع البحث حيث أن التاريخ مرتبط بغيرة من العلوم الأخرى .


 

 

 

 

 

 

 



 


[/size]
الفصـــل الثــاني

[size=undefined]

                          المنهـج التــاريخي و الميـاديـن الأخــــرى

              المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى  

   المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والاسلوب العلمي 
         -يتبادر إلى الذهن ـ دائماً ـ السؤال حول ما إذا كان الأسلوب التاريخي أسلوباً علمياً يعتمد على المنهجية العلمية في دراسة الظواهر و المشكلات و الأحداث ، و الوصول بتلك الدراسة إلى إطلاق الفروض و استخلاص النتائج .
وللإجابة على ذلك السؤال نقول : إن هناك ثمة فرق بين الأسلوبين وثمة اتفاق بينهما . ويرجع ذلك الاختلاف وذلك الاتفاق لكون الأسلوبان يضمان في جوانبهما سمات تميزهما عن بعض مما يُعطي لكل منهما جانباً من الخصوصية و التفرد 
وحول هذه القضية ، فإن هناك وجهتا نظر 
النظرة الأولى تكمن في 
  أوجه الاتفاق بين الأسلوبين في الأمور التالية: 
        1 -انتقاء المشكلة وتحديدها . 
        2-وضع الفرضيات اللازمة لتفسير الظاهرة 
        3-جمع المعلومات .
        4-نقد المادة 
        5-تفسير واستخلاص النتائج 
النظرة الأخرى تتمثل في 
أوجه الاختلاف بين المنهج التاريخي و العلمي ، وذلك في عدة أمور: 
    1-الأسلوب التاريخي لا يعتمد على التجربة العلمية المضبوطة ، بمعنى أن الحقائق و الأحداث لا يمكن أن تكرر بصورتها ، وذلك بسبب اختلاف العوامل المؤثرة 
   2-المصادر التاريخية في المعرفة غير مباشرة مثل الملاحظات العلمية ، بل تعتمد على الآثار و السجلات و الوثائق و المخطوطات وغيرها .
    3-لا يستطيع الباحث التاريخي الوصول إلى كل الحقيقة ، وذلك لعدة أسباب منها ما يتعلق بالبعد الزمني و المكاني . ومنها ما يتعلق بصحة الأحداث وصعوبة الحصول على المادة التاريخية 
    4-لا يمكن عن طريق الأسلوب التاريخي أن نُعم النتائج أو القوانين بالدقة التي يحصل عليها الباحث في الأسلوب العلمي وذلك لعدة أسباب منها 
تعقد البيانات الاجتماعية مقارنة بالبيانات الطبيعية .
الطبيعة المتغيرة للظواهر الاجتماعية مقارنة بالثبات النسبي للبيانات العلمية .
ضياع كثير من المعلومات التاريخية .
  المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى



[/size]
أ- أهمية المنهج التاريخي في المجالات التربوية :

[size=undefined]

ـ توفر الدراسات والبحوث التاريخية محتوى معرفياً علمياً لتاريخ التربية والتعليم في دولة معينة أو في دول العالم المختلفة، ويُستخدم هذا المحتوى في الإعداد المهني للمعلمين والمشتغلين بالأمور التربوية والتعليمية.

2 ـ تزودنا نتائج البحوث التاريخية بمعرفة عن : الأهداف ومحتوى المقررات وطرق التدريس وأساليب التقويم وأسلوب إعداد المعلم، وغير ذلك من القضايا والسياسات التعليمية التي اتُبِعت في الماضي، ومثل هذه المعرفة لها أهميتها في تحديد العمليات والخطوات اللازمة لتطوير التعليم في الحاضر والمستقبل.

3 ـ تمكننا البحوث التاريخية من تفسير الكثير من الممارسات والمشكلات التعليمية القائمة في الواقع التعليمي في حاضره ومدى ارتباطها بهذه الجذور التاريخية، ومن أمثلة ذلك مشكلة الأمية، ومشكلة التفاوت في المستوى العلمي والمهني لمعلمي المرحلة الابتدائية.

4 ـ تكشف لنا البحوث التاريخية جوانب أصيلة في تراثنا التربوي العربي والإسلامي في مجال النظرية والتطبيق التربويين، وهذا يتيح الفرص للاستفادة منه وتحسين عمليات التربية والتعليم ونواتجها في الحاضر والمستقبل.


[/size]
ب-تطبيق المنهج التاريخي في ميدان الدراسات القانونية :

[size=undefined]

يضطلع المنهج التاريخي بدور هام وأساسي في ميدان الدراسات والبحوث العلمية القانونية والإدارية, التي تتمحور حول الوقائع والأحداث والظواهر القانونية, المتحركة والمتطورة والمتغيرة, باعتبارها وقائع وأحداث وظواهر إنسانية في الأصل.

فيقدم المنهج التاريخي الطريقة العلمية الصحيحة, للكشف عن الحقائق العلمية التاريخية للنظم والأصول والمدارس والنظريات والأفكار القانونية والإدارية والتنظيمية.

إن المنهج التاريخي هو الذي يقود إلى معرفة الأصول والنظم والفلسفات والأسس التي يستمد منها النظم والقواعد والمبادئ والأفكار القانونية والتنظيمية الحاضرة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة الوثائق التاريخية, وتحليلها ونقدها, وتركيبها وتفسيرها, لمعرفة وفهم حاضر فلسفات ونظم وقواعد ومبادئ الأفكار القانونية السائدة, والسارية المفعول, والقيام بالبحوث والدراسات العلمية المقارنة, لفهم واقع النظم القانونية والإدارية المعاصرة فهما سليما حقيقيا أولا, ولتطويرها بما يجعلها أكثر ملائمة وتفاعلا وانسجاما مع واقع البيئة والحياة المعاصرة ثانيا.

فبواسطة المنهج التاريخي أمكن ويمكن معرفة الحقائق العلمية والتاريخية, عن أصل وأساس وغاية القانون, في كافة مراحل وعصور ماضي التاريخ الإنساني في الغابر بطريقة علمية صحيحة.

كما أمكن التعرف على الأحكام والنظريات القانونية القديمة   والماضية, مثل النظام القانوني والإداري الإغريقي والروماني, النظام القانوني الإداري الإسلامي, الجزائري, الصيني, الهندي...

   المبحث الثاني : تقييم المنهج التاريخي

  المطلب الأول : مزايا المنهج التاريخي

   من مزايا المنهج التاريخي ) عدس، وآخرون، 2003م (

1- يعتمد المنهج التاريخي الأسلوب العلمي في البحث. فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة، وهي: الشعور بالمشكلة، وتحديدها، وصياغة الفروض المناسبة، ومراجعة الكتابات السابقة، وتحليل النتائج وتفسيرها وتعميمها.

2-    اعتماد الباحث على المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحث إذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذه المصادر.

  المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي :

    من عيوب المنهج التاريخي : ) فان دالين، 1994م (

1-    أن المعرفة التاريخية ليست كاملة، بل تقدم صورة جزئية للماضي؛ نظراً لطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي، ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها، من مثل: التلف والتزوير والتحيز .

2- صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في الظاهرة التاريخية محل الدراسة؛ نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباً مختلفاً وتفسيراً مختلفاً.

3- صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها؛ وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة، إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجة على غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية.

4- صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب، الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي.

 

 

  الخـــاتمـة :

         يقدم المنهج التاريخي للباحث عونا كبيراً في مجالات الكشف عن الحقائق ، بإلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية . بإعتبارأن الحاضر وليد الماضي وذلك إنطلاقاً من عدة عناصر ومراحل مترابطة ومتكاملة تجسدها وتعكسها شخصية الباحث الكفؤ، إلا أن هناك مواضيع تتطلب أكثر من المنهج التاريخي للبحث فيها، كما أن بعضها يحتاج إلى منهج يتجه إلى الوصف، وعليه فإن المنهج التاريخي رغم أهميته البالغة إلا أنه لا يكفي كمنهج وحيد للبحث القانوني، إلا أننا نجد من يقول بإمكانية الإعتماد على منهج آخر بالكلية،وهو المنهج الجدلي فهل الأمر كذلك حقاً.

_________________________________________________________________

  


[/size]
الفـــــــهرس

[size=undefined]

المقـــدمــــة

الفصل الأول : مفاهيم أساسية للمنهج التاريخي 01_______________

المبحث الأول: مفاهيم عامة للمنهج التاريخي 01__________________

المطلب الأول : تعريفات المنهج التاريخي 01____________________

المطلب الثاني : أهمية المنهج التاريخي 03______________________

المبحث الثاني : خطوات تطبيق المنهج التاريخي _________________ 03

المطلب الأول: عناصر ومراحل تطبيق المنهج التاريخي 03____________

المطلب الثاني: مقومات الباحث في المنهج التاريخي 07_____________

الفصل الثاني : المنهج التاريخي والميادين الأخرى 08______________

المبحث الأول : المنهج التاريخي وتأثيره في العلوم الأخرى 08__________    

المطلب الأول : الفرق بين الأسلوب التاريخي والأسلوب العلمي 08______

المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التاريخي وعلاقته بالميادين الأخرى 09_____

المبحث الثاني: تقييم المنهج التاريخي _____________________ 10

المطلب الأول : مزايا المنهج التاريخي 10____________________

المطلب الثاني : عيوب المنهج التاريخي 11___________________

الخــــاتمـة

الفهرس _________________________________ 12

 

لاترحل دون وضع ردووووووووووود مشجعة
[/size]
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | Ahlamontada.com | العصر و المجتمع | مواضيع اجتماعية | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع