العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنهاج التربوي المغربي الجديد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 المنهاج التربوي المغربي الجديد Empty المنهاج التربوي المغربي الجديد

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الإثنين 06 يناير 2014, 06:31


 المنهاج التربوي المغربي الجديد %D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85
 المنهاج التربوي المغربي الجديد 1911072wu1
المنهاج التربوي المغربي الجديد

مدخل: 
تأتي مساهمتنا هذه في سياق مقاربة بعض عناصرالأجوبة والنقاش للأسئلة القيمة التي عملتم على طرحها من خلال موضوع: "مناهجناالتعليمية.. بين الواقعية والتنظير.."؛ وذلك بتقديم التجربة المغربية في تجديدالمنهاج التربوي، وفق التطورات والتحولات المجتمعية والمعرفية المحلية والعالميةالحديثة. وبتقديمنا للتجربة المغربية، نتوخى كذلك إغناء الثقافة التربوية العربيةالمقارنة لدى الفاعلين التربويين، أفرادا وجماعات، ومد مزيد من جسور التواصلوالتفاعل البين-عربي في ميدان ريادي وحاسم في تطور المجتمعات، يظل مهمشا كثيرا فياهتمامتنا الفردية واختياراتنا السياسية الجمعية. 

وعليه، فإننا اعتمدنا في مقاربتنالهذا الموضوع على الخطاطة المنهجية التالية:
1- التعريف بالمنهاج التربوي.
2- تقديمعناصر المنهاج التربوي المغربي.
3- خلاصة وتقييم عام.


أولا: تعريف المنهاجالتربوي(التعليمي):
يمكن اعتبار المقاربة المنهاجية لتنظيم وهندسة المنظومة التربويةوالتعليمية من المقاربات التربوية الحديثة التي حاولت تجاوز ثغرات وسلبيات المقاربةالتقليدية المتمركزة على المحتويات والمضامين الدراسية؛ وبصفة عامة، يمكن تعريفالمنهاج التربوي (Curriculum)بأنه تخطيط للعمل البيداغوجي أكثر اتساعا من المقررالتعليمي؛ فهو لا يتضمن، فقط، مقررات المواد، بل أيضا غايات التربية وأنشطة التعلموالتعليم، وكذلك الكيفية التي سيتم بها تقييم التعلم والتعليم (D Hainaut.L1983).

وعليه فأن المنهاج التربوي يحدد باعتباره: 

  • تخطيط عملية التعليموالتعلم، ويتضمن الأهداف والمحتويات والأ نشطة ووسائل التقويم.
  • مفهوم شامل لايقتصر على محتوى المادة الدراسية، بل ينطلق من أهداف للتحديد الطرق والأنشطةوالوسائل.
  • بناء منطقي لعناصر المحتوى، على شكل وحدات، بحيت إن التحكم في وحدةيتطلب التحكم في الوحدات السابقة.
  • تنظيم لجملة من العناصر والمكونات بشكل يمكن منبلوغ الغايات والمرامي المتوخاة من فعل التعليم والتعلم (سلسلة علوم التربية، عدد4).




ثانيا: عناصر المنهاج التربوي المغربي: 
ينطلق المنهاج التربوي المغربي منمرجعية أساسية ألا وهي "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"والتي تعتبر ك"دستورتربوي" توافقت عليه أغلب القوى الحية في البلاد: الأحزاب الممثلة في البرلمان،النقابات الأكثر تمثيلية، بعض جمعيات المجتمع المدني، علماء، شخصيات فاعلة،مقاولات… وقد عمل"الكتاب الأبيض"للتربية والتكوين على أجرأة وتدقيق محتوياتالميثاق لبلورة المنهاج التربوي المغربي، الذي ينطلق من الفلسفة التربوية للميثاقوذلك لتحديد الاختيارات التربوية الموجهة لمراجعة (وبناء) مناهج وبرامج التربيةوالتكوين، التي تنطلق من المبادئ والأهداف التالية: 

  • اعتماد العلاقة التفاعلية بينالمدرسة والمجتمع، باعتبار المدرسة محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي، وعاملا من عواملالإنماء البشري المندمج.
  • وضوح الأهداف والمرامي البعيدة من مراجعة مناهج التربيةوالتكوين، والتي تتجلى أساسا في:

    • المساهمة في تكوين شخصية مستقلة ومتوازنةومتفتحة للمتعلم المغربي، تقوم على معرفة دينه و ذاته ولغته وتاريخ وطنه وتطوراتمجتمعه.
    • إعداد المتعلم المغربي لتمثل و استيعاب إنتاجات الفكر الإنساني في مختلفتمظهراته ومستوياته، ولفهم تحولات الحضارات الإنسانية وتطورها.
    • إعداد المتعلمالمغربي للمساهمة في تحقيق نهضة وطنية اقتصادية وعلمية وتقنية، تستجيب لحاجاتالمجتمع المغربي وتطلعاته.


  • استحضار أهم خلا صات البحت التربوي الحديث فيمراجعة(وبناء) مناهج التربية والتكوين، باعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعيالتوازن بين البعد الاجتماعي والوجداني والبعد ألمهاراتي، والبعد المعرفي، وبينالبعد التجريبي والتجريدي، كما تراعي العلاقة البيداغوجية التفاعلية وتيسير التنشيطالجماعي.
  • اعتماد مبدإ التوازن في التربية والتكوين بين مختلف أنواع المعارف، وبينمختلف أساليب التعبير(فكري، فني، جسدي) وبين مختلف جوانب التكوين(نظري، تطبيقيعملي).
  • اعتماد مبدإ التنسيق والتكامل في اختيار مضامين المناهج التربوية، لتجاوزسلبيات التراكم الكمي للمعارف ومواد التدريس.
  • اعتماد مبدإالتجديد المستمروالملاءمة الدائمة لمناهج التربية والتكوين وفقا لمتطلبات التطور المعرفيوالمجتمعي.
  • ضرورة مواكبة التكوين الأساسي والمستمر لكافة اطر التربية والتكوينلمتطلبات المراجعة المستمرة للمناهج التربوية.
  • اعتبار المدرسة مجالا حقيقيالترسيخ القيم الأخلاقيةو قيم المواطنة وحقوق الإنسان وممارسة الحياةالديمقراطية (الكتاب الأبيض،2002).


ولبلورة وهندسة هذه الاختيارات والمبادئ العامةفي المنهاج التربوي المغربي، تم اعتماد التربية على القيم(قيم العقيدة الإسلامية،وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، و قيم المواطنة، وقيم حقوقالإنسان…) واعتماد بيداغوجيا الكفايات، كبيداغوجيا حديثة وفعالة، لتنمية وتطويرالكفايات التربوية والتكوينية، وكذلك التربية على الاختيار واتخاذ القرار.كما تم،من الناحية التنظيمية، إعادة هيكلة السنة الدراسية، واعتماد نظام المجزوءات،واللامركزية التربوية، وإحداث مؤسسات ومجالس تربوية جهوية وإقليمية ومحلية وداخلمؤسسات التربية والتكوين…


ثالثا: خلاصة وتقييم عام: 
إن الإصلاح الجديد لمناهج التربيةوالتكوين في المغرب، والذي بدأ تطبيقه تدريجيا في مختلف مؤسسات التربية والتكوينمنذ 1999، يعتبر قفزة نوعية في تاريخ المنظومة التربوية المغربية، من أجل تحديثهاتربويا وقيميا وتنظيميا بالمقارنة مع ما كان سائدا قبل الإصلاح الجديد هذا. لكن رغمبعض المعطيات والديناميات الإيجابية- خصوصا على مستوى التاسيس النظري والنصي- التيخلقها هذا الاصلاح المنهاجي، وبالرغم من بعض المجهودات التنظيميةو المالية التيتبدلها الدولة المغربية، فإنه على مستوى الواقع العيني لازالت تعتوره بعض المعوقاتوالسلبيات التي يمكن إجمال بعضها فيما يلي: 

  • عدم المواكبة المالية والماديةوالبشرية الكافية للإصلاح ومتطلباته الحقيقية (عدم كفاية الميزانية المالية المخصصةللتعليم، قلة الأطر والمناصب المالية، ضعف وعدم كفاية وجودة البنيات والفضاءاتالتربوية والتكوينية…)
  • عدم المواكبة الكافية والفعالة للإصلاح من حيث التاطيروالتكوين المستمر، وتجديد التكوين لأطر التربية والتكوين.
  • عدم العناية الكافيةبالموارد البشرية التربوية من الناحية الاجتماعية والإدارية، حيث تبقى المجهوداتالرسمية المبذولة في هذا الميدان غير كافية أمام تراكم المشاكل والصعوباتالاجتماعية و الإدارية التي تعاني منها أطر التربية والتكوين (الأجرة ونظامالتعويضات، السكن الإداري، التنقل، الحركة والتعيينات، الظروف المهنيةالداخلية…).
  • تعقد بعض المعطيات السوسيو-ثقافية و الاقتصادية لمحيط المؤسسةالتعليمية والتي تؤثر سلبا عليها، حيث هناك علا قة تأثير وتأثر جدلية ومتبادلة بينالمجتمع والمؤسسة التربوية، مما يجعل أي إصلاح تربوي، وأي إصلاح للمناهج التربويةيرتبط بنيويا ووظيفيا بباقي الإصلاحات المجتمعية الإيجابية الأخرى (سياسية،أجتماعية، اقتصادية، ثقافية…).



في الأخير، نظن بان المغرب التربوي يحاول ما أمكن،رغم وجود بعض المعوقات، التكيف والتغير مع المعطيات المعرفيةوالقيمية والمجتمعيةالجديدة (المحلية والعالمية) التي تفرضها عدة معطيات وتحديات موضوعية جديدة، كالحاجةإلى التحديث المعرفي والقيمي والمؤسساتي والمجتمعي عامة، لرفع تحديات التنميةوالتقدم والتماسك الوطني وتلبية الحاجيات المجتمعية الأساسية، والقدرة على دخولغمار المنافسة العالمية الشرسة التي أصبح يفرضها واقع العولمة، بزحفه الاقتصاديوالاجتماعي والقيمي…على المجتمعات العربية. ونظن، وكما هو مؤكد، أن البوابةالملكية للدخول إلى امة قوية، والرافعة الأساسية لتقدم وتنمية هذه الأمة، هو نظامالتربية والتكوين، والمناهج التعليمية القوية والفعالة مجتمعيا.




 المنهاج التربوي المغربي الجديد 677983428




 المنهاج التربوي المغربي الجديد 254497681



Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع