سقطت ورقة التوت عن نسور قرطاج
سقطت ورقة التوت عن نسور قرطاج
عقب فشل المنتخب التونسي في الإطاحة بالكاميرون في المباراة الحاسمة لمونديال البرازيل 2014 سقطت ورقة التوت عن مشاكل الكرة التونسية التي تتجسد في تتالي الخيبات. انتظر الجميع أن يكون المنتخب التونسي أول العرب الواصلين إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 لكن الرجاء والأمل ضاع داخل سرداب مظلم مخيف عقب خسارته بنتيجة قاسية في ياوندي أمام الكاميرون بأربعة أهداف لهدف واحد في إياب الدور الحاسم. تعددت خيبات المنتخب التونسي في السنوات الماضية؛ فبعد حصوله على لقب كأس أمم أفريقيا 2004 لم تحافظ كتيبة نسور قرطاج على ذلك التوهج فتتالت النكسات التي أدخلت لعبة كرة القدم في تونس في متاهة كبيرة عجز الاتحاد والمسؤولون عن معالجة الداء واستئصال ذلك الورم الخبيث الذي ينخر الكرة التونسية. انطلقت الخيبات عندما ذهب المنتخب التونسي في سنة 2006 إلى مصر للحفاظ على لقبه هناك، لكنّه غادر البطولة من ربع النهائي أمام نيجيريا بركلات الترجيح 6-7 بعد أن انتهت المواجهة بالتعادل 1-1. وتواصلت النكسات في كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا سنة 2006 وعجز التونسيون عن بلوغ الدور الثاني واكتفوا بنقطة وحيدة وعودة إلى أرض الوطن بأداء طرح العديد من التساؤلات. وفي سنة 2008 لم تحد تونس عن فكرة الإخفاق في بلوغ أدوار متقدمة في كأس أمم أفريقيا وانتهت مشاركتها في نهائيات الـ"كان" التي أقيمت في غانا عندما واجهت الكاميرون في ربع النهائي وانهزمت بنتيجة 2-3. ووقعت الطامة الكبرى في سنة 2009 عندما فشلت كتيبة نسور قرطاج في بلوغ "المونديال الإفريقي" (كأس العالم جنوب أفريقيا 2010) عقب هزيمتها أمام موزمبيق بهدف دون رد لتدخل الكرة التونسية في دوامة النتائج السلبية. وصدق من قال إن المصائب لا تأتي فرادى، لأن المنتخب التونسي بعد الفشل في بلوغ كأس العالم 2010 غادر نهائيات أمم أفريقيا التي أقيمت في نفس سنة المونديال بأنغولا منذ الدور الأول في مجموعة ضمت الكاميرون والغابون وزامبيا تذيلها أبناء قرطاج بأداء تعيس ومستوى لا يشرف تاريخ كرة القدم في تونس. تواصلت معاناة التونسيين عام 2012 في أمم أفريقيا بعد أن عاشوا على وقع إعادة سيناريو سنة 2004 ورفع اللقب للمرّة الثانية في تاريخهم، إلا أنّ المنتخب عجز عن الإطاحة بغانا في ربع نهائي كأس أفريقيا وغادر المسابقة عقب الهزيمة بهدفين لواحد. ويبدو أن "خيبة الموزمبيق" الموندياليّة لم تفارق العناصر الوطنية وأعادوا الكرّة هذه المرّة أمام الكاميرون التي خاضوا أمامها مباراة العودة في ياوندي بلا عزيمة وبلا روح وبأذهان خالية. ومنذ بداية مشوار التصفيات المؤهلة للمرحلة الحاسمة لم يكن المنتخب التونسي جديراً بالمرور لأنه استغل هفوة إدارية من قبل منتخب الرأس الأخضر الذي أشرك لاعباً غير مؤهل ولم يقتلع الترشح عن جدارة واستحقاق من أرض الملعب خاصة وأنه انهزم في ملعب رادس أمام هذا المنتخب بهدفين دون رد. يملك المنتخب التونسي جملة من اللاعبين المحترفين في أوروبا لكن أداء هؤلاء اللاعبين مع المنتخب يطرح العديد من نقاط الاستفهام؛ فاللاعبون يقدمون مستويات جيّدة في فرقهم لكنهم يتهاونون مع منتخب بلادهم لذلك فإن استفادة تونس من محترفيها يبقى أمراً نسبياً. عدم الاستقرار عندما يرنو بعضهم لبناء منتخب قوي وقادر على لعب الأدوار الأولى في القارة السمراء وفي العالم عليه أن يرسم لنفسه نهجاً واضحاً وأهدافاً وأن يختار الشخص المناسب في المكان المناسب وأن يقوم بإحداث نوع من الاستقرار داخل المنتخب هذا ما عجز عن فعله الاتحاد التونسي فهل من الممكن الحديث عن استقرار في الطاقم الفني لمنتخب تداول على تدريبه 6 مدربين منذ عام 2008 إلى 2013؟ (البرتغالي أمبرتو كويلهو، فوزي البنزرتي، الفرنسي بارتران مارشان، سامي الطرابلسي، نبيل معلول، الهولندي رود كرول). غياب التقييم بعد هذا الكم الهائل من الخيبات لم تقم الإدارة الفنية داخل الاتحاد التونسي بتقييم المشاركات السابقة وطرح أسباب الفشل والسبل الكفيلة بالإصلاح فدائماً توضع الملفات وتركن في زوايا مظلمة ويجري اللجوء للمسكنات دون القيام بإصلاح جذري لواقع متأزم في كرة القدم التونسية. | ||||
العالم العربي :: القسم العام :: الرياضة :: كرة اليد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى