هنا الجزائر ، قضايا وآراء ، بوضوح ، قراءات .. البرامج التلفزيونية الأكثر نجاحا في الجزائر

أفرزت القنوات الفضائية الخاصة في الجزائر واقعا إعلاميا أكثر جرأة في التعاطي مع المواضيع والأحداث السياسية، بعد سنوات، أو عقود، من احتكار الدولة للوسيلة الوحيدة في الإعلام الثقيلة، المسماة "اليتيمة”. وبتحرر القطاع الخاص في مجال الإعلام السمعي البصري، راهنت القنوات على استقطاب أهم الفاعلين السياسيين، والنقابيين، والاقتصاديين، والرياضيين في البلد، من أجل شد الرأي العام، أولا، والتعريف بالقنوات لتحصيل الإشهار الخاص في مرحلة لاحقة.يحصي المتابع الحصيف عددا من البرامج السياسية في الجزائر حافظت على تألقها ووهجها منذ لحظات ميلادها، رغم تعقيدات العمل السياسي والإعلامي وميل العديد من الشخصيات لواجب التحفظ، والزهد في النقاشات الجادة والعميقة، والابتعاد علن المواضيع الحرجة التي ماتزال "طابوهات” إمام الجميع، رغم التغيرات الحاصلة باحتشام، مع بدايات تشكل نخبة سياسية معارضة، وجريئة.من هذه الحصص، نذكر "هنا الجزائر” الذي يقدمه الإعلامي قادة بن عمار على قناة الشروق نيوز، والذي يعتبر من أنجح البرامج الحوارية، رغم سقوطه أحيانا في "التكرار” و”الرتابة” من خلال استضافة بعض الوجوه بشكل متكرر، لكن كفاءة مقدم البرنامج وثقافته، نجحت في التغطية على هكذا أخطاء.وعلى قناة الجزائرية” يظهر كل أسبوع، برنامج "قضايا وآراء” الذي يعده ويقدمه الصحفي محمد سلطاني (مدير النشر السابق لجريدة البلاد)، والذي من إيجابياته رفع سقف المعارضة عاليا والتصريح بالعديد من وجهات النظر التي تزعج السلطة فعلا، لكن مما يعاب عليه، برأي المتابعين، هو أن مقدم البرنامج يتشدد مع ضيوفه، ويقاطعهم باستمرار، وأحيانا يتحدث أكثر منهم!ومن أشهر البرامج الحوارية، برنامج "بوضوح” الذي يعده ويقدمه الإعلامي رفيق شلغوم، والذي أصبح برأي الكثيرين، واحدا من أنجح البرامج السياسية في الجزائر، بعد أن نجح في أهم رهان يواجهه الإعلامي وهو الحفاظ على نفس المستوى، حيث تحول البرنامج إلى مرجع حقيقي كل أسبوع لمختلف وسائل الإعلام المكتوبة، بالنظر إلى طبيعة الضيوف والمواد التي يوفرها والحقائق التي يكشف عنها.وعلى سبيل المثال، فإن أشهر موقع إخباري في الجزائر – موقع كل شيء عن الجزائر- يأخذ باستمرار معلوماته عن حصة "بوضوح”، على غرار ما حدث عند استضافة البرنامج المذكور لكل من بلخادم أو زياري أو مزراق أو ولد عباس أو حنون، وعلى الرغم من كون معظم هذه الشخصيات مستهلكة إعلاميا ودائمة الحضور، إلا أن مرورها في حصة "بوضوح” كان مختلفا تماما، وكانت لتصريحاتها تداعيات سياسية وإعلامية لاحقا.فعبد العزيز بلخادم، مثلا، فجر قنبلة رفضه مشاركة الجيش الجزائري في احتفالية 14 جويلية بفرنسا، رغم أنه كان المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، وزياري كشف أن بوتفليقة يقف شخصيا وراء قرار تجميد قانون تجميد الاستعمار، ومزراق وجه نداءه لـ”داعش” لوقف العمل المسلح، ولويزة حنون وصفت عمار سعداني بـ”سراق المطارح والفريجيدارات” ودعت السعيد بوتفليقة إلى التدخل لوقف الانحرافات، وغيرها.واللافت أن مقدم برنامج "بوضوح” يبدي جرأة كبيرة في تسمية كبار الشخصيات والمسؤولين في الدولة، على عكس الخط الافتتاحي الذي تعرف به قناة "البلاد”.وعلى قناة "دزاير تيفي”، يقدم الإعلامي سمير مفتاح برنامجا ناجحا اسمه "قراءات” كل يوم تقريبا، حيث يستضيف شخصيات من كل الاختصاصات للحديث في مواضيع الساعة مع ضيفيه الدائمين، الإعلاميين العربي زواق ومجيد جكون، لكن ما يحسب على هذا البرنامج، رغم كفاءة الصحفي أنه أغفل العديد من المواضيع والملفات الساخنة التي كانت علي حداد طرفا فيها، على غرار السجال الإعلامي المتبادل بين حداد وحنون، مما يمس بمصداقية القناة بجميع برامجها.

هنا الجزائر ، قضايا وآراء ، بوضوح ، قراءات .. البرامج التلفزيونية الأكثر نجاحا في الجزائر

هنا الجزائر ، قضايا وآراء ، بوضوح ، قراءات .. البرامج التلفزيونية الأكثر نجاحا في الجزائر

روابط مفيدة