عبارة استوقفتني للشوكاني في مسألة المعية
عبارة استوقفتني للشوكاني في مسألة المعية
عبارة استوقفتني للشوكاني في مسألة المعية
سقط في يدي قبل أيام مجلد فيه مجموع رسائل للعلامة الشوكاني ، فقرأت فيه رسالة موسومة بـ : التحف في مذاهب السلف ، إلا أنني وجدت في كلماتها الأخيرة عبارة استوقفتني ، ولم أكن أحب أن أجد لمثلها الإمامَ الشوكاني رحمه الله ، وها هي نصها :
( فكذا نقول في مثل قوله سبحانه وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير وقوله : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم وفي نحو: إن الله مع الصابرين إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون إلى يشابه ذلك ويماثله ويقاربه ويضارعه ، فنقول في مثل هذه الآيات : هكذا جاء القرءان إن الله سبحانه مع هولاء ولا نتكلف تأويل ذلك كما يتكلف غيرنا بأن المراد بهذا الكون وهذه المعية هو كون العلم ومعيته ، فإن هذا شعبة من شعب التأويل تخالف مذاهب السلف وتباين ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم وإذا انتهيت إلى السلامة في مدارك فلا تجاوزه )
لاحظوا المواضع الملونة من كلامه ، ألا يكون ما أسنده إلى السلف هو ضد ما كان عليه السلف من معتقد في هذه المسألة ؟.
سيما وأن الإمام ابن عبد البر ذكر الإجماع على كون المعية معية علمه ، وأن علمه في كل مكان ، كما نقل العلامة ابن العثيمين في القواعد المثلى ص: 96 عن ابن كثير في تفسير آية المعية في سورة المجادلة قوله : ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه المعية معية علمه . قال : ولا شك في إرادة ذلك .
وقول سفيان الثوري في المسألة أشهر من نار على علم .
__________________
قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!
رد: عبارة استوقفتني للشوكاني في مسألة المعية
لا شك أن هذه المسألة من المسائل التي أشكلت على كثير من المعاصرين حتى أنه وقع لشيخنا محمد العثيمين فتنة بسببها .
لذلك لا بد من ملاحظة الأمور التالية عند الحديث عن المعية :
- أن صفة المعية غير صفة العلم
- أن من قال أن الله معنا في كل مكان بذاته فقد ضل ضلالا بعيدا
- أن العلم من لوازم صفة المعية وليس العلم فقط بل النصرة والإحاطة وصفات أخرى
لأن دلالة الألفاظ إما من جهة المطابقة أو التضمن أو الإلزام والعلم لا يدل على المعية دلالة مطابقة
قال ابن القيم كما في مختصر الصواعق ص 392:
" المثال التاسع مما ادعى فيه المجاز قوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم } … ، ونحو ذلك.
قالت المجازية : هذا كله مجاز يمتنع حمله على الحقيقة ، إذ حقيقته المخالطة والمجاورة وهي منتفية قطعاً فإذاً معناها معية العلم والقدرة والإحاطة ومعية النصر والتأييد والمعونة ، وكذلك القرب ."
قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز في تعليقه على الواسطية ص45 " المعية صفة من صفات الله وهي قسمان : معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته وتتضمن الإحاطة والنصرة والتوفيق والحماية من المهالك . ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده واطلاعه عل جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه فعلوه على خلقه لا ينافي معيته لعباده ، بخلاف المخلوق فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم اطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته "
فتأمل قوله تتضمن ... يظهر لك الفرق بين قول أهل السنة في هذه المسألة وقول المجازية .
وختاما أرجو أن أكون قد وضحت هذه المسألة التي يحدث فيها اللبس ووقع بسبب الخلط فيها فتن عظيمة لا يعلمها إلا من تجرع مررارتها .
لذلك لا بد من ملاحظة الأمور التالية عند الحديث عن المعية :
- أن صفة المعية غير صفة العلم
- أن من قال أن الله معنا في كل مكان بذاته فقد ضل ضلالا بعيدا
- أن العلم من لوازم صفة المعية وليس العلم فقط بل النصرة والإحاطة وصفات أخرى
لأن دلالة الألفاظ إما من جهة المطابقة أو التضمن أو الإلزام والعلم لا يدل على المعية دلالة مطابقة
قال ابن القيم كما في مختصر الصواعق ص 392:
" المثال التاسع مما ادعى فيه المجاز قوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم } … ، ونحو ذلك.
قالت المجازية : هذا كله مجاز يمتنع حمله على الحقيقة ، إذ حقيقته المخالطة والمجاورة وهي منتفية قطعاً فإذاً معناها معية العلم والقدرة والإحاطة ومعية النصر والتأييد والمعونة ، وكذلك القرب ."
قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز في تعليقه على الواسطية ص45 " المعية صفة من صفات الله وهي قسمان : معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته وتتضمن الإحاطة والنصرة والتوفيق والحماية من المهالك . ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده واطلاعه عل جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه فعلوه على خلقه لا ينافي معيته لعباده ، بخلاف المخلوق فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم اطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته "
فتأمل قوله تتضمن ... يظهر لك الفرق بين قول أهل السنة في هذه المسألة وقول المجازية .
وختاما أرجو أن أكون قد وضحت هذه المسألة التي يحدث فيها اللبس ووقع بسبب الخلط فيها فتن عظيمة لا يعلمها إلا من تجرع مررارتها .
مواضيع مماثلة
» من عبارة (عشق وغرام ) عتاب لحرف العين
» الصحافة الإسرائيلية: انتقام حزب الله لمقتل القنطار مسألة وقت
» سليم الرياحي يعتبر مسألة التنقل المجاني فرضية خيالية
» معرض دبي أتعرضت أغلى سيارة مرسيدس بنز فالعالم السياره عبارة عن قطعة ألماس
» الصحافة الإسرائيلية: انتقام حزب الله لمقتل القنطار مسألة وقت
» سليم الرياحي يعتبر مسألة التنقل المجاني فرضية خيالية
» معرض دبي أتعرضت أغلى سيارة مرسيدس بنز فالعالم السياره عبارة عن قطعة ألماس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى