المخارق الباجية :ادخلها جندي تركي الى المدينة

المخارق الباجية :ادخلها جندي تركي الى المدينة والابناء يتوارثونها عن ابائهم

تعد مدينة باجة موطنا أصليا في صناعة «المخارق» فهي بمثابة العلامة المميزة التي قد لا تجدها بنفس المواصفات في الصنع في غيرها من المدن.

وتصنع المخارق من السميد ثم توضع في الزيت الساخن ويضاف إليها السمن العربي وتخلط بزيت الزيتون فتكون طيبة المذاق بما يكفي ليسيل لعاب الصائمين.
وقد دخلت هذه الصناعة الى باجة عن طريق جندي تركي عاش في المدينة وخلال إقامته بها التقى إحدى العائلات الباجية وأعد المخارق والزلابية فاستحسنها أفراد العائلة وأرادوا تعلمها حتى تمكنوا من إتقانها وتوارثوها لقرون من الزمن.
والآن وبمجرد أن تدخل نهج خير الدين أو « باب الجنائز « - باعتبارأنه المكان الذي تمر منه الجنائز في اتجاه مقبرة المدينة- تكتشف أن هذه الحلويات لها مكانتها هناك وقد برعت فيها بعض العائلات حيث أنّه من الصّعب على الآخرين مجاراتهم في ذلك .
وتقدّم عدّة محلات أنواعا جيّدة من المخارق والزلابية بنكهة السمن العربي والعسل مثل «بوتفاحة الأحرش» و«عبد الباقي الحداد» و«البشير المرساوي» و«علي عكاز» و«بالشريفة» وآخرون ممن احبوا هذه الصنعة واشتغلوا بها حتى أصبحت تلك الحلويات علامة تميّز المدينة وتميّزهم . .
إرث عائلي
وعن هذه الصناعة ، ذكر السيد بوتفاحة الأحرش- أحد أقدم صناع الحلويات في المدينة وصاحب اكبر قطعة مخارق - أن مهنة صناعة وبيع المخارق والزلابية هي بمثابة الميراث العائلي الذي لا يمكن التفريط فيه حيث ترعرع في محل والده وتمكن من المحافظة على هذه الصناعة كما شارك في الكثير من المعارض الدولية على غرار المعرض الدولي بالدار البيضاء سنة 2003، إلى جانب العديد من المعارض المحلية وقد حصل بوتفاحة على الرقم القياسي في تصنيع أكبر قطعة مخارق بلغ وزنها 21 كلغ وذكر أن السر الذي يقف وراء تميز حلويات مدينة باجة عن غيرها من المدن يكمن في طريقة إعداد المادة الأولية التي تختلف في الشتاء عن فصل الصيف، وفي الاعتماد على السمن العربي بدل المواد الدهنية المصنعة.
من ناحيته ذكر السيد عبد الرزاق المرساوي أن عائلته بدأت ممارسة مهنة صناعة المخارق والزلابية منذ سنة 1910 في نفس المحل الذي يشتغل به الآن والموجود بالمدينة العتيقة وأكد أن ممارسة المهنة يتطلب الكثير من الصبر والجلد خصوصا في فصل الصيف الشديد الحرارة بطبعه والذي تزيده حرارة الأفران التي تعمل في نفس الوقت وطوال الوقت اشتعالا. ويستدرك السيد المرساوي ليشير إلى أن إبتسامة الزبون ورضاه عما يقدم له كاف ليخفف على العاملين في المحل وقع التعب والحرارة.
وقد أكد السيد عز الدين خلفة من ناحيته أن عائلة دار بالشريفة حطت الرحال في باجة منذ دخول العثمانيين إلى تونس وهي شهيرة بصناعة المخارق وحافظت على هذه الميزة إلى حدود سنة 1984 من القرن الماضي كما أضافت إليها صناعة الزلابية منذ ذلك التاريخ كما ذكر أن حلويات باجة تتميز حسب رأيه بالاحترام الشديد للمقادير والمكونات الذي يعد سرا من أسرار تميزها وانفرادها بنكهة خاصة.

المخارق الباجية :ادخلها جندي تركي الى المدينة

المخارق الباجية :ادخلها جندي تركي الى المدينة

روابط مفيدة